الندوة ورئيس دار الندوة، يعتبر رئيس الجمعية الوطنية وكبير مستشاري الدولة، لا تصدر قريش عن أمر إلا بموافقته، وكان الأسود من بني عبد العزى بن قصي هو القائم على هذا المنصب في أيام الرسول. (8)
الخيمة، ويقصد بها حراسة قاعة المجلس، وكان هذا المنصب يبيح لصاحبه الحق في دعوة الجمعية، وحتى حق حشد الجنود، وكان يتولاها خالد بن الوليد من بني مخزوم بن مرة. (9)
الخازنة أو إدارة الأموال العامة، وكانت في بني حسن بن كعب، ويقوم عليها الحارث بن قيس. (10)
الأزلام «جمع زلم» وهي التي يشرف صاحبها على السهام، والعرب يستقسمون بها للاستخارة لمعرفة رأي الآلهة والإلهات، وكان القائم عليها صفوان أخا أبي سفيان بن أمية.
وكان العرف المقرر يقضي بأن أكبر أصحاب المناصب العشرة سنا، هو الذي يتولى الرياسة، ويلقب بسيد القوم، وكان أسنهم في أيام النبي هو العباس بن عبد المطلب.
وعلى الرغم من توزيع الامتياز والسلطان في الحكومة بين العشرة الذين ذكرناهم آنفا، فإن عبد المطلب كان يتمتع لمناقبه العالية وصفاته الشخصية بمركز ممتاز لا يتطرق إليه الشك.
وننتقل الآن إلى كلمة أخيرة في تاريخ عبد المطلب تلك هي محاولة أبرهة الحبشي غزو مكة وأثر فشله في نفوس المكيين. (17) أثر الغزو الحبشي في أهل مكة
ذكرنا في فقرة [محاولة أبرهة غزو الكعبة] ما كان من أمر بناء أبرهة حاكم اليمن من قبل النجاشي لكنيسة القليس، ومحاولته صرف الحجاج إليها بدل الكعبة، ثم ما كان من أمر تدنيسها من جانب بعض المكيين، واعتزام أبرهة - لأغراض تجارية ودينية - هدم الكعبة، ثم ما كان من أمر فشل جيشه وعودته إلى صنعاء دون أن يظفر بما أراد، ونضيف هنا: أن فشل أبرهة لم يكن نتيجة لمقاومة المكيين؛ لأن موقفهم كان سلبيا، وإنما كان الفشل نتيجة لأسباب خارجة عن إرادتهم، فلقد ذكر ابن الأثير وغيره: أن عبد المطلب لما أمر المكيين بالخروج من مكة والتحرز في رءوس الجبال، قام فأخذ بحلقة باب الكعبة وقام معه نفر من قريش يدعون الله ويستنصرونه على أبرهة، فقال عبد المطلب وهو آخذ بحلقة باب الكعبة:
يا رب لا أرجو لهم سواكا
يا رب فامنع منهم حماكا
Bog aan la aqoon