ويؤخذ من هذه الآيات أن زمن صالح عليه السلام كان بعد زمن هود عليه السلام، وقوم ثمود كانوا يعبدون إلها غير الله، وكانوا يعيثون في الأرض مفسدين، وكانوا ينحتون من الجبال بيوتا، وأن مساكنهم كانت بالحجر، وأنهم كذبوا الرسل، فأرسل الله إليهم أخاهم صالحا فنصح لهم ودعاهم إلى عبادة الله، وترك ما يعبد آباؤهم فكذبوه واتهموه بالسحر، وطلبوا إليه أن يجيء بآية إن كان من الصادقين، فقال لهم: هذه ناقة الله لكم آية وطلب إليهم أن يذروها تأكل في أرض الله ولا يمسوها بسوء فيأخذهم عذاب يوم عظيم، فكذبوه فعقروها، فأخذتهم بعد ثلاثة أيام الصيحة أو الرجفة أو الصاعقة، فأصبحوا في ديارهم جاثمين ونجى الله صالحا والذين آمنوا معه وكانوا يتقون.
هذا هو ملخص قصة ثمود كما وردت في القرآن الكريم، ويضيف إليها كثير من المفسرين والمؤرخين أخبارا تتعلق بمصير الذين آمنوا مع صالح، ففريق يزعم أنهم سكنوا فلسطين، وآخرون يقولون: بل سكنوا مكة، وغيرهم يقول: إنهم سكنوا حضرموت، ويزعمون أن قبر صالح هناك.
ويرى فريق من المؤرخين المحدثين أن ثمود هم شرذمة من الهكسوس، الذين طردهم أحمس الأول من مصر، وأنهم سكنوا منطقة الحجر، وأنهم نحتوا من الجبال بيوتا على غرار المقابر المصرية القديمة، التي شاهدوها أثناء احتلالهم لمصر.
والمتفقد لمساكنهم الآن في مدائن صالح «إحدى محطات السكة الحديدية الحجازية» يرى أنها في مساحتها لا تختلف عن المساكن العادية، وعلى ذلك يكون ما نسب إلى ثمود من ضخامة الأجسام وطولها ليس إلا حديث خرافة، ولقد مر النبي
صلى الله عليه وسلم
بها في غزوته لتبوك في السنة التاسعة للهجرة ومنع المسلمين من الدخول إلى ديار ثمود والشرب من مياههم.
ويروي بعض المؤرخين أن ثمود نشئوا في اليمن، ثم غلبهم الحميريون فأجلوهم إلى الشمال فسكنوا منطقة الحجر.
ولا شك أن تكون قبيلة ثمود هذه هي ثموديني
Thamudini
التي ذكرها استرابون وبطليموس عند كلامهم عن قبائل العرب.
Bog aan la aqoon