ويطلق العرب على بلادهم اسم جزيرة العرب، وفي هذه التسمية كثير من التسامح؛ إذ الواقع أنها لم تتم إحاطتها بالماء، ويعلل جغرافيو العرب تسميتها بالجزيرة «لإحاطة الأنهار والبحار بها من جميع أطرافها وأقطارها فصاروا منها في مثل الجزيرة من جزائر البحر؛ وذلك لأن الفرات يقبل من بلاد الروم مارا ببلدة قنسرين، ثم ينحط على أطراف الجزيرة وسواد العراق، حتى إذا قارب البصرة اتحد بدجلة وصبا معا في خليج عمان من بحر الهند، ويأخذ البحر في ذلك الوضع مغربا طائفا ببلاد العرب، منعطفا عليها إلى بلاد عمان والشحر وحضرموت إلى تهائم اليمن، ويمضي إلى ساحل مكة وساحل المدينة، ثم ساحل الطور وخليج أيلة وخليج القلزم، والنيل حتى بحر الروم الذي تقع عليه سواحل الأردن وبيروت وسواحل دمشق وسواحل قنسرين، وهي الناحية التي أقبل منها الفرات منحطا إلى أعلى أطراف الجزيرة وسواد العراق، إلخ.» (راجع معجم البلدان لياقوت وصفة جزيرة العرب للهمداني).
وهذا التحديد وإن كان يسهل فهم تسمية البلاد العربية بالجزيرة إلا أنه يتطلب أن تعتبر ولايات الشام وفلسطين والأراضي المصرية الواقعة شرقي فرع دمياط من ضمن بلاد العرب، وهذا غير مرض عند الجغرافيين المحدثين، ولا هو منطبق على المصطلح الجغرافي ولا على الواقع. (2) بلاد العرب في نظر الجغرافيين القدامى
فيما خلا الجزء الجنوبي الغربي حيث بلاد اليمن والجزء الشمالي المتاخم للشام ومصر كانت بلاد العرب مجهولة تماما لدى القدماء، فلم تطأها أقدامهم؛ إذ عصمتها الصحراوات والبحار المحيطة بها من الغزو الاستعماري أو الغزو الديني، كما عصمها كذلك ترامي أطرافها وعدم جودها بما يغري الغزاة على تجشم المصاعب في سبيل غزوها.
ورد في القاموس الكلاسيكي للأستاذ وليم سمث
William Smith
أن بلاد العرب كانت تنقسم قديما إلى ثلاثة أقسام: (1)
بلاد العرب الصخرية
Arabia Petraea
وهي عبارة عن المثلث المنحصر بين خليجي البحر الأحمر «شبه جزيرة سينا»، والمنطقة التي تليه إلى الشمال والشمال الشرقي، وكانت عاصمتها مدينة بطره
وقد سميت بهذا الاسم إما نسبة إلى عاصمتها أو إلى طبيعة المنطقة الصخرية. (2)
Bog aan la aqoon