ولأبيه وجده. فعلمت من ذلك اليوم أنه يشنؤه . وكنت ألقاه معه، فتجنبت بعد ذلك أن ألقاه إلا مفردا. فحضرت يوما عند يحيى بن علي بعد ذلك [30 ا]. وعنده جميعة، ومعهم شعر فيه فخر بالعجم فكتبت الأبيات (1) في دفتر كان لا يفارقني مثله أبدا إلآ كتبت فيه ما يمر لمن ألقاء من المشائخ في ذلك الوقت، مثل: عبيد الله بن عبد الله بن طاهر وأحمد بن إسماعيل الكاتب المعروف بنطاحة ومحمد بن موسى البريدي وما يمليه ابن المعتز من شعره. فكان ابن المعتز يعرف أبدا الجزء الذي أكتب فيه عنه فيأخذه من يدي فينظر فيه، وربما كتبت له منه الشىء الذى يستحسنه، مما يمر عن القوم الذين ذكرتهم وغيرهم. فأملى علينا ابن المعتز أبياتا من شعره، فأخرجت الدفتر فكتبيها، فنظر فيه ابن المعتز فمرت به الأبيات، وكنت كتبثها عظم عندي أمرها فلم أنسبها في الدفتر لا سميت لها قائلا، فلما نظر فيها تغير وجهه وقال: من أملى هذه - ويحيى بن على حاضر معه وابنه معه أحمد - فقلت : زعم الذي أنشدها أنها لبعض الطاهرية، فقال : ومن في الطاهرية من يتفوه بمثل هذا؟ فقال يحيى بن علي : كذا زعم الذي أنشدها. والشعر : (2) [30 ب].
يا بني هاجر وتب (4) لكم
ما هذه الكبرياء والعظمهآ
نازعتم الله ثوب عزتيه
فأنتم (5) باعتدادكم أئمهآ
ألم تكن (1) في القديم أيكم
لأمنا سارة الجمال أمه؟!
والملك فينا والأنبياء لنا
إن تنكروا ذاك توجدوا ظلمهآ
إسحاق كان الذبيح قد أجمع الل
اسره عليه، الادعاء ليهآ
والأصرح الأصبح الذي امتحن ال
لهآ أباه فيه وصان دمهآ
حتى إذا محمد أظهرال
حق وجلي بنوره ظلمه
قلتم قريش والفضل بالدين لل
أنساب إن كنيم قريشا فمه
Bogga 46