ما لم ينشر من الأمالي الشجرية
لابن الشجري
المتوفى سنة ٥٤٢ هـ
تحقيق
الدكتور حاتم صالح الضامن
كلية الآداب - جامعة بغداد
مؤسسة الرسالة
1 / 1
بسم الله الرحمن الرحيم
1 / 2
ما لم ينشر من الأمالي الشجرية
1 / 3
جميع الحقوق محفوظة
لمؤسسة الرسالة
ولا يحق لأية جهة أن تطبع أو تعطي حق الطبع لأحد، سواء كان مؤسسة رسمية أو أفرادًا.
الطبعة الأولى
١٤٠٥ هـ - ١٩٨٤ م
مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع
مؤسسة الرسالة بيروت - شارع سوريا - بناية صمدي وصالحة
هاتف: ٣١٩٠٣٩ - ٢٤١٦٩٢ ص. ب: ٧٤٦٠ برقيًا: بيوشران
1 / 4
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة
الأمالي الشجرية من الكتب المهمة التي جمعت أقوال كثير من النحاة واللغويين والأدباء، وقد أملاها ابن الشجري (١) في أربعة وثمانين مجلسًا إلا أن طبعة حيدر آباد لا تضم إلا ثمانية وسبعين مجلسًا، ونظرًا لأهمية هذا الكتاب ارتأينا نشر ما لم ينشر منه خدمة للعلم وللعلماء.
ويجدر بي هنا أن أشير إلى بعض الملاحظات (٢) التي عنت لي أثناء
_________
(١) هو الشريف أبو السعادات هبة الله بن علي العلوي، ولد سنة ٤٥٠ هـ وتوفي سنة ٥٤٢ هـ. كان نقيب الطالبيين في الكرخ وأحد أئمة النحاة وكان معجبًا بالبصريين إعجابًا كبيرًا جعله يقول في حجج الكوفيين: "ولنحاة الكوفيين في أكثر كلامهم تهاويل فارغة من الحقيقة" (الأمالي ٢/ ١٢٩، ١٤٧). له مؤلفات كثيرة نشر منها: الأمالي والحماسة والمختارات. (ينظر عن ابن الشجري: نزهة الألباء ٤٠٤، أنباه الرواة ٣/ ٣٥٦، وفيات الأعيان ٦/ ٤٥، معجم الأدباء ١٩/ ٢٨٢، بغية الوعاة ٢/ ٣٢٤، النجوم الزاهرة ٥/ ٢٨١، مرآة الجنان ٣/ ٣٧٥، العبر في خبر من غبر ٤/ ١١٦).
(٢) وهي مما فات الزميل عبد المنعم التكريتي ذكرها في رسالته الموسومة: (ابن الشجري ومنهجه في النحو).
1 / 5
تحقيقي لهذه المجالس وهي:
١ - كان ابن الشجري عيالًا على الهروي إذ نقل فصلين كاملين من كتابه: الأزهية في علم الحروف، ولا بأس في أن يتأثره ابن الشجري أو يتابعه أو ينقل نصوصًا كاملة من كتابه إلا أن عرض هذه الأقوال غفلًا وعدم نسبتها إليه مما لا يقره العلم.
٢ - ونقل أيضًا عن ثعلب في شرحه لديوان زهير وعن الجرجاني في الوساطة وعن ابن جني والواحدي وأبي القاسم الأصفهاني وابن فورجة في شروحهم لشعر المتنبي ولم يشر لذلك.
٣ - خص ابن الشجري المجلس الموفي الثمانين ومعظم المجلس الحادي والثمانين في ذكر زلات مكي بن أبي طالب المغربي (٣) في كتابه (مشكل إعراب القرآن) (٤) وقد اهتم ابن الشجري بهذا الكتاب ونقل عنه كثيرًا في أماليه وتابعه في بعض أوهامه إلا أن الذي يلفت النظر هو اهتمامه البالغ بذكر زلاته وسقطاته. ويغلب على الظن أن هجوم مكي على المعتزلة ووصمهم بالإِلحاد في كتابه (٥) كان هو الدافع الذي حفز ابن الشجري إلى تتبع زلاته إذ نرى ابن الشجري قد استشهد كثيرًا بآراء الرماني المعتزلي. وإذا لم يكن هذا هو الدافع. فلِمَ هذا الِإهتمام بكتاب
_________
(٣) ولد سنة ٣٥٥ هـ وتوفي سنة ٤٣٧ هـ. كان محبًا للعلم يكثر السعي والرحلة في سبيله، واسع الإطلاع وتظهر لنا سعة ثقافته في مؤلفاته الكثيرة ومما تتصف به من تنوع، وكان عالمًا بالقراءات ساعيًا في نشرها في الأندلس، طبع من كتبه: الإبانة عن معاني القراءات والوقف على كلا وبلى في القرآن. (ينظر عن مكي: جذوة المقتبس ٣٥١، بغية الملتمس ٤٦٩، الديباج المذهب ٣٤٦، معالم الإيمان ٣/ ٢١٣، الصلة ٦٣١، معجم الأدباء ١٩/ ١٦٧، وفيات الأعيان ٥/ ٢٧٤، غاية النهاية ٢/ ٣٠٩).
(٤) وهو الكتاب الذي حققناه ونلنا به شهادة الماجستير بتقدير " ممتاز" عام ١٩٧٣.
(٥) مشكل إعراب القرآن ٤٥٤، ٥٧٩.
1 / 6
مكي والتحامل عليه بدون مبرر؟ ولمَ لم يرد على أبي جعفر النحاس الذي تابعه مكي في نقله لهذه الأقوال؟ ولمَ لم يرد على أبي عبيدة صاحب الرأي الذي نقله مكي؟ وربما أثار ابن الشجري أيضًا أن مكيًا كان ناشرًا للمالكية في الأندلس (٦).
٤ - يبدو لي أن ابن الشجري كانت تنقصه الدقة فقد تعقبه ابن هشام في عدة مواضع من كتابه المغني مغلطًا له (٧) ومثبتًا عليه عدم التحري في نقل آراء سيبويه والكسائي والأخفش وأبي علي الفارسي (٨).
مخطوطتا الكتاب:
اعتمدت في تحقيق هذه المجالس على مخطوطتين هما:
١ - مخطوطة مكتبة الدراسات العليا ببغداد المرقمة ٣٦٩، وهي نسخة جيدة كتبت سنة ٦١٤ هـ والموجود منها الجزء الثالث فقط ويبدأ من المجلس السادس والخمسين إلى آخر الكتاب وقد رمزت لها بالحرف (د).
٢ - مخطوطة الخزانة التيمورية المرقمة ٦٧٢ (أدب تيمور) وقد كتبت سنة ١٩٢٠ بخط واضح مقروء وفي أولها فهرس مفصل لمجالس الكتاب، وقد رمزت لها بالحرف (ت).
وقد اتبعت في التحقيق طريقة النص المختار رغبة في أن تظهر هذه
_________
(٦) الديباج المذهب ٣٤٦.
(٧) مغني اللبيب ٤١، ٦٢، ٣٣٨.
(٨) مغني اللبيب ١٨١، ٦٨٢. ويلاحظ أن ابن الشجري اعتمد كثيرًا على كتب أبي علي الفارسي.
1 / 7
المجالس في أقصى درجة ممكنة من الكمال مع التقيد بقواعد التحقيق العلمي المعروفة.
والله أسال أن يكون عملي خالصًا لوجهه إنه نعم المولى ونعم النصير.
* .. * .. * .. *
* .. * .. *
1 / 8
النص
بقية (المجلس الثامن والسبعون)
.... وغطاها كما يغطي السحاب السماء وقد فعلت العرب ذلك في أشعارها ولا سماه لذلك سحابًا جعله يستسقي فيسقى مع أن الطير لا تصيب من القتلى ما تصيبه وهي في الجو وإذا كانت تهبط إلى الأرض حتى تقع على القتيل فالسحاب الساقي عال عليها. فأما استسقاء الطير فجار على العرب في استعارة هذه اللفظة تعظيمًا لقدر الماء. قال علقمة بن عبدة يطلب أن يفك أخوه شأس من الأسر يخاطب
1 / 15
بذلك ملك الشام.
وفي كل حي قد بنعمة ... وحق لشأس من نداك ذنوب
وأصل الذنوب الدلو العظيمة، وقيل للنصيب ذنوب في قوله تعالى: (فإنَّ للَّذينَ ظلموا ذنوبًا مثلَ ذنوبِ أصحبهمْ) لأنهم كانوا يقتسمون الماء فيأخذ هذا ذنوبًا وهذا ذنوبًا. وقال رؤبة:
يا أيها المائح دلوي دونكما ... أني رأيت الناس يحمدونكما
وهما لم يستقيا في الحقيقة ماء وإنما استطلق أحدهما أسيرًا وطلب الآخر عطاء ولذلك قال أبو تمام:
.......................... ... بعقبان طير في الدماء نواهل.
1 / 16
والنهل لا يكون إلا من المشروب دون المطعوم وقد كرر أبو الطيب هذا المعنى فغيره وألطف فجاء كالمعنى المخترع قال:
يفدى أتم الطير عمرا سلاحه ... نسور الملا أحداثها والقشاعم
وما ضرها خلق بغير مخالب ... وقد خلقت أسيافه والقوائم
وذكر الطير في مواضع أخر فأحسن وجاء بما لم يسبق إليه فقال:
يطمع الطير فيهم طول أكلهم ... حتى تكاد على أحيائهم تقع
ومن المستحسن ما قيل أيضًا في هذا المعنى قوله في وصف جيش:
وذي لجب لا ذو الجناح أمامه ... بناج ولا الوحش المثار بسالم
قال أبو الفتح: أراد أن الجيش يصيد الوحش والعقبان فوقه تسايره
1 / 17
فتخطف الطير أمامه. وقال أبو العلاء المعري: يقول إذا طار ذو الجناح أمامه فليس بناج لأن الرماة كثرة في الجيش وإن ثار الوحش أدركوه فأخذوه.
وقول أبي العلاء إن ذا الجناح تصيبه الرماة أوجه لأن الشاعر أراد تفخيم الجيش وتعظيمه فلا يفوته طائر ولا وحش ثم قال:
تمر عليه الشمس وهي ضعيفة ... تطالعه من بين ريش القشاعم
أراد أن الجيش ارتفع غباره فالشمس تصل إليه ضعيفة داخلة بين ريش الطير التي تتبعه لتصيب من لحوم القتلى، ثم قال:
إذا ضوءها لا من الطير فرجة ... تدور فوق البيض مثل الدراهم
وذكر أبو نصر بن نباتة الطير قواد زيادة أبدع فيها فقال:
ويوماك يوم للعفاة مذلل ... ويوم إلى الأعداء منك عصبصب
إذا حومت فوق الرماح نسوره ... أطار إليها الضرب ما تترقب
1 / 18
وقال:
وإنك لا تنفك تحت عجاجة ... تقطع فيها المشرفية بالطلا
إذا يئست عقبانها من خصيلة ... رفعت إليها الدراعين على القنا
الخصيلة كل لحمة فيها عصب والطلا الأعناق. وقول أبي تمام
إذا ظللت عقبان أعلامه ....
يقال للراية عقاب وتجمع عقبانًا. (آخر المجلس).
1 / 19
المجلس التاسع والسبعون
ذكر المعاني إن الخفيفة المكسورة
قد تصرف العرب فيها فاستعملها شرطية ونافية ومخففة من الثقيلة وزائدة مؤكدة. فإذا كانت نافية فسيبويه لا يرى فيها إلا رفع الخبر يقول: إن زيد قائم كما تقول في اللغة التميمية: ما زيد قائم. وإنما حكم سيبويه بالرفع بعدها حرف يحدث معنى في الاسم والفعل كألف الاستفهام وكما لم تعمل ما النافية في اللغة التميمية وهو وفاق للقياس ولما خالف بعض العرب القياس فاعملوا (ما) لم يكن لنا إن نتعدى القياس في غير ما، وغير سيبويه اعمل إن على تشبيهها بليس كما استحسن بعض العرب ذلك في (ما) واحتج بأنه لا فرق بين إن وما في المعنى إذ هما لنفي ما في الحال وتقع بعدهما جملة الابتداء كما تقع بعد ليس وأنشد:
إن هو مستوليًا على أحد ... إلا على حزبه الملاعين
1 / 20
وهو قول الكسائي وأبي العباس المبرد ووافق الفراء في قوله سيبويه. ولك في إن إذا كانت نافية ثلاثة أوجه: أحدهما أن لا تأتي بعدها بحرف إيجاب كقولك: إن زيد قائم وإن أقوم معك كما قال تعالى: (إنْ عندكم مّن سلطنِ بهذا) وقال: (ولئن زالتا إنْ أمسكهما منْ أحدٍ من بعدةِ) اللام في لئن مؤذنة بالقسم وقوله: (إن امسكهما من أحد من بعده) جواب القسم المقدر وقال تعالى: (قلْ إنْ أدرى أقريبٌ ما توعدونَ) أي: ما أدري. فأما قوله: (ولقدْ مكَّنَّهمْ فيما إنَّ مكَّنَّكم فيهِ) (ففي إن قولان أحدهما أنها نافية وما بمعنى الذي فالتقدير: مكناهم في الذي ما مكناكم فيه) (والقول الآخر أن (إنْ) زائدة فالتقدير: مكناهم في الذي مكناكم فيه). والوجه هو القول الأول بدلالة قوله تعالى: (ألمْ يروا كمْ أهلكنا من قبلهم مَن قرنٍ مَّكَّنَّهمْ في الأرضِ ما لمْ نمكّن لَّكمْ). والثاني من أوجهها الثلاثة أن تأتي بعدها بإلا فاصلة بين الجزأين فتجعل الكلام موجبًا كقولك: إن زيد إلا قائم وإن خرج إلا أخوك وإن لقيت إلا زيدا كما قال تعالى: (إنَّ الكفرونَ إلا في غرورٍ) و(إنْ أمَّهتهمْ إلا الَّائي ولدنهمْ) و(إنْ هوَ إلَّا نذيرٌ
1 / 21
مُّبينٌ) و(إن يقولونَ إلَّا كذباَ) و(إن يدعونَ من دونهِ إلَّا إنثًا)، (وتظنُّونَ إن لبثتمْ إلَّا قليلًا) فأما قوله: (وإنْ منْ أهلِ الكتبِ إلَّا ليؤمننَّ بهِ) فالتقدير فيه: وإن أحد من أهل الكتاب وحذف الموصوف وأقيمت صفته مقامه، ومثله: (وإن منكمْ إلَّا واردها) التقدير: وإن أدح منكم. والوجه الثالث أن تدخل لما التي بنعنى إلا موضع إلا وهي التي في قولهم: بالله لما فعلت أي إلا فعلت، تقول: إن زيد لما قائم تريد: ما زيد إلا قائم، قال الله تعالى: (إن كلُّ نفسٍ لَّمَّا عليها حافظٌ) وقال: (إن كلٌّ لَّمَّا جميعٌ لدينا محضرونَ)، (وإن كلُّ ذلكَ لمَّا متعُ الحيوةِ الدُّنيا)، وقد قرئت هذه الآيات بتخفيف الميم فمن شدد جعل لما بمعنى إلا وإن نافية فالمعنى: ما كل نفس إلا عليها حافظ، وكذلك الآيتان الأخريان. ومن خفف الميم جعل ما زائدة وإن مخففة من الثقيلة واللام للتوكيد فارقة بين النافية والموجبة والمعنى: إن كل نفس لعليها حافظ، والكوفيون يقولون في هذا النحو: إن نافية واللام بمعنى إلا، وهو من الأقوال البعيدة. والمخففة من الثقيلة لك فيها وجهان: إن شئت رفعت ما بعدها بالابتداء وألزمت خبرها لام التوكيد
1 / 22
فقلت: إن زيد لقائم تريد: إن زيدًا لقائم، هذا هو الوجه لأنها إنما كانت تعمل بلفظها وفتح آخرها على التشبيه بالفعل الماضي فلما نقص اللفظ وسكن الآخر بطل الأعمال فمن ذلك قول النابغة:
وإنْ مالك للمرتجى إن تقعقعت ... رحى الحرب أو دارت علي خطوب
قول آخر:
إن القوم والحي الذي أنا منهم ... لأهل مقامات وشاء وجامل
الجامل الجمال وكذلك الباقر البقر وإنما ألزمت خبرها اللام إذا رفعت لئلا تلتبس بالنافية لو قلت: إن زيد قائم، وإن شئت نصبت فقلت: إن زيدًا قائم وإن أخاك خارج، وتستغني عن اللام إذا نصبت لأن النصب قد أبان للسامع إيجاب وإن استعملت اللام مع النصب جاز وأنشدوا بالنصب قو الشاعر:
كليب إن الناس الذين عهدتهم ... بجمهور حزوى فالرياض لذي النخل
نصب الناس على نية تثقيل إن، وعلى هذا قراءة من قرأ: (وإنَّ كلًّا لمَّا ليوفينَّهمْ ربُّكَ أعملهمْ) وإذا بطل عمل المخففة جاز أن يقع
1 / 23
بعدها الفعل فلم يكن بينها وبين النافية فرق في ذلك إلا باللام تقول في النافية: (إن قام زيد وإن ضربت زيدا، وتقول في المؤكدة): إن قام لزيد وإن ضربت لزيدا تدخل اللام على الفاعل وعلى المفعول للفرق بين الإيجاب والنفي قال:
شلت يمينك إن قتلت لمسلما ... وجبت عليك عقوبة المتعمِّدِ
وكذلك تقول: إن كان زيد منطلقًا تريد: ما كان زيد منطلقًا، وتقول: إن كان لمنطلقًا تريد: إنه كان زيد منطلقًا فتدخلها على خبر كان كما جاء في التنزيل: (وإن كنتَ من قبلهِ لمنَ الغافلين) (إن كانَ وعدُ ربّنا لمفعولًا) وعلى خبر كاد: (وإن كادوا ليفتنوكَ) وعلى المفعول الثاني من باب الظن: (وإن نَّظنُّكَ لمنَ الكاذبينَ)، (وإن وجدنا أكثرهمْ لفاسقينَ)، إن في هذه المواضع مخففة من الثقيلة بإجماع البصريين واللام لا الوي والكوفيون يجعلنها النافية ويزعمون أن اللام بمعنى إلا وقد ذكرت انه قول ضعيف بعيد.
1 / 24
وأما الزائدة فقد زادوها بعد ما النافية كافة لها عن العمل في لغة أهل الحجاز فيقع بعدها المبتدأ والخبر والفعل والفاعل تقول: ما إن زيد قائم وما عن يقوم زيد وما إن رأيت مثله، قال فروة بن مسيك:
فما إنْ طبنا جبن ولكن ... منايانا ودولة آخرينا
(طبنا شأننا) وقال النابغة:
ما إن أتيت بشيء أنت تكرهه ... إذن فلا رفعت سوطي إلي يدي
وقال امرؤ القيس:
حلفت لها بالله حلفة فاجر ... لناموا فما إن من حديث ولا صال
أراد: فما حديث فزاد إن ومن، وقد زادها آخر بعد ما المصدرية في قوله:
1 / 25
ورج الفتى للخير ما إنْ رأيته ... على السن خيرًا لا يزال يزيد
أراد لا يزال خيرًا وقد ذكروا لهذا الحرف معنى خامسًا فقالوا أنه بمعنى إما في قول النمر بن تولب:
سقته الرواعد من صيف ... وإن من خريف فلن يعدما
قال سيبويه: أراد وإما من خريف وحذف ما لضرورة الشعر وإنما يصف وعلا، وقبل هذا البيت:
فلو أن من حتفه ناجيا ... لكان هو الصدع الاعصما
والمعنى: سقته الرواعد من مطر الصف وإما في الخريف فلن يعدم السقي.
وقال الأصمعي: إن ههنا للشرط أراد: وإن سقته من خريف فلن يعدم الري وبقول الأصمعي أخذ أبو العباس المبرد لأن إما تكون
1 / 26