Waa Maxay Nolosha?
ما الحياة؟: الجانب الفيزيائي للخلية الحية
Noocyada
إلا أننا لا نستطيع أن نتغذى على ثاني أكسيد الكربون الناتج من التفاعل. ولذلك فسايمون مصيب إلى حد ما بلفته نظري إلى أن محتوى الطاقة لطعامنا «يمثل» بالفعل فارقا؛ لذا، فسخريتي من قوائم الطعام التي تشير إلى محتوى الطاقة كانت خاطئة. فهناك احتياج إلى الطاقة ليس فقط لتعويض الطاقة الميكانيكية التي تفقدها أجسادنا أثناء بذل الجهد، ولكن أيضا الحرارة التي نطلقها باستمرار إلى البيئة. وإطلاقنا للحرارة ليس عرضيا، بل ضرورة؛ إذ هذا هو بالضبط الأسلوب الذي نطلق من خلاله فائض الإنتروبيا الذي ننتجه باستمرار في عملياتنا الحياتية المادية.
هذا يبدو وكأنه يشير إلى أن درجة الحرارة الأعلى للحيوان ذي الدم الحار تتضمن مزية تمكينه من التخلص من إنتروبيته بمعدل أسرع، بحيث يستطيع أن يوفر لنفسه عملية حياتية أكثر قوة. لا أعرف مقدار الحقيقة الموجودة في هذه الحجة (التي أنا المسئول عنها وليس سايمون)؛ فقد يعارضها أحدهم ويقول إن الكثير من ذوي الدم الحار «محميون» من الفقدان السريع للحرارة بأغطية من الفرو أو الريش. لذلك فالتوازي بين درجة حرارة الجسم و«قوة الحياة» الذي أومن بوجوده ربما يمكن تفسيره على نحو مباشر بواسطة قانون فانت هوف، الذي ذكرناه سابقا، والذي يقول إن درجة الحرارة الأعلى ذاتها تسرع من وتيرة التفاعلات الكيميائية التي تتم داخل الأحياء. (لقد تأكد تجريبيا أنها تفعل هذا في الأنواع التي تأخذ درجة حرارة البيئة المحيطة.)
هوامش
الفصل السابع
هل الحياة مبنية على قوانين الفيزياء؟
إذا لم يناقض رجل نفسه قط، فمن المؤكد أن السبب هو أنه يكاد لا يقول شيئا على الإطلاق.
ميجيل دي أونامونو (نقلا عن حوار معه) (1) توقع قوانين جديدة للكائن الحي
ما أرجو أن أجعله واضحا في هذا الفصل الأخير هو باختصار أننا من خلال كل ما قد تعلمناه عن تركيب المادة الحية، يجب أن نكون مستعدين لأن نجده يعمل بأسلوب لا يمكن اختزاله في قوانين الفيزياء المعتادة. وليس هذا راجعا إلى أن هناك أي «قوة جديدة» - أو أي شيء آخر - توجه سلوك الذرات المنفردة داخل الكائن الحي، ولكن إلى أن البناء مختلف عن أي شيء اختبرناه في معامل الفيزياء حتى الآن. لنوضح الأمر، إليك المثال التالي: إن المهندس الذي يألف العمل مع المحركات الحرارية فقط بعد أن يطلع على تركيب المحرك الكهربي سوف يكون مستعدا لأن يجده يعمل وفق مبادئ لا يفهمها بعد. هنا سوف يجد النحاس الذي يألفه في الغلايات في صورة أسلاك طويلة وقد لفت في ملفات؛ هنا الحديد الذي يألفه في الروافع والقضبان وأسطوانات البخار يملأ دواخل تلك الملفات النحاسية. سوف يكون مقتنعا بأنهما النحاس والحديد نفسهما، وأنهما يتعرضان لقوانين الطبيعة نفسها، وهو محق في ذلك. الفارق في التركيب كاف كي يجعله يعتقد أنه يعمل بطريقة مختلفة تماما. وهو لن يشك في أن شبحا يقف وراء عمل المحرك الكهربي لأنه يدور بمجرد تحريك زر، بلا غلاية أو بخار. (2) استعراض الوضع البيولوجي
إن الأحداث المتكشفة في دورة حياة الكائن الحي تظهر تمتعها بنظام وانتظام مثيرين للإعجاب، ليس لهما نظير فيما يتعلق بالمادة الجامدة. إننا نجده محكوما بمجموعة من الذرات الفائقة التنظيم، التي تمثل جزءا صغيرا جدا فقط من إجمالي ما في كل خلية. إضافة إلى ذلك، ومن المنظور الذي كوناه عن آلية التطفر، نستنتج أن أي خلل يحدث في عدد ضئيل من الذرات الموجودة ضمن مجموعة «الذرات الحاكمة» في الخلية الجرثومية يكفي لإحداث تغيير واضح المعالم في الخواص الوراثية الواسعة النطاق للكائن الحي.
هذه الحقائق هي الأكثر إثارة فيما كشفه العلم في أيامنا هذه. ومن الممكن أن نكون ميالين لأن نجدها - رغم كل شيء - غير مقبولة بالكلية. فيبدو أن العطية المذهلة الممنوحة للكائن الحي والمتمثلة في قدرته على تركيز «تيار من النظام» على نفسه مما يمكنه من تجنب التحلل والدخول في فوضى ذرية - أو بتعبير آخر، قدرته على «شرب النظام» من البيئة المناسبة - مرتبطة بوجود «الجوامد غير المنتظمة»؛ أي الجزيئات الكروموسومية، التي بلا شك تمثل أعلى درجات التجمع الذري جودة التي نعرفها في التنظيم - فهي أعلى بكثير من تلك التي للبلورة المنتظمة العادية - بفضل الدور الفردي الذي تلعبه كل ذرة وكل مجموعة مرتبطة من الذرات هنا.
Bog aan la aqoon