وتضحك السيدة وتسأل: «وهل كتبت أخيرا شيئا عن المرأة؟»
ويقول العميد: «قصة فتاة أو فتاتين من صعيد مصر، قصة من الواقع، سميتها باسم طائر مصري مغرد حبيب إلى قلبي اسمه «الكروان»، لا أعرف اسمه بالفرنسية ... لا، ليس البلبل.»
ويقول بول فاليري: «لقد حان موعد عودتنا إلى قاعة الاجتماع.» •••
وينتهي الصيف ويبدأ العام الجامعي الجديد، ويستأنف العميد عمله أستاذا في قسم اللغة العربية وعميدا للكلية، ينظم عملها ونشاطها داخل الجامعة وخارجها. والمحاضرات العامة للكلية تشمل في ذلك العام الأسبوع الذي نظمته لدراسة أبي عمرو الجاحظ وعصره، يشارك في هذه الدراسة الأساتذة أحمد أمين وأمين الخولي وعبد الوهاب عزام وعبد الوهاب حمودة، ولا ينسى طه حسين شباب قسم اللغة العربية فيشرك فيها أيضا الأستاذين الشابين شوقي ضيف وعبد اللطيف حمزة.
يتحدث العميد مع زملائه وطلابه المشتركين في هذه الدراسة عن البيئة التي عاش فيها الجاحظ، بيئة العراق: «لقد كان العراق هو الموطن الذي التقى فيه عرب الجنوب المتحضرون وعرب الشمال البدويون قبل الإسلام، ثم التقى فيه عرب الجنوب والشمال جميعا بالفرس وحضارتهم الساسانية، وبالروم وحضارتهم المسيحية، وقد عرف العراق قبل ذلك حضارة أشور وبابل، وبتأثير ذلك كله كان العراق أول موطن، خارج الجزيرة العربية، يزدهر فيه الشعر قويا نابضا بالحياة قبل الإسلام، وكان بعد الإسلام من أهم مواطن العرب تأثيرا في نشأة وتطور الحضارة العربية والإسلامية.»
ويتمنى العميد أن يزور العراق يوما، ويتمنى أن تنظم الكلية رحلة لطلابها وأساتذتها إلى العراق في عام مقبل، غير أن رحلة هذا العام ستكون إلى سواحل البحر الأحمر سعيا بالسيارات من القاهرة إلى السويس ثم إلى الغردقة فالقصير، وانعطافا، عبر طريق القبائل العربية القديم، إلى قنا، مرورا بدير سانت أنطونيوس. ويتحدث العميد في تنظيم هذه الرحلة وقيادتها إلى وكيل الكلية الأستاذ شفيق غربال.
والأستاذ شفيق غربال يتحدث عن رحلات الكلية السابقة، رحلات فلسطين والأردن والحجاز والسودان وواحة سيوة، وهذه الرحلة إلى سواحل البحر الأحمر، وهو يأمل - والعميد يوافقه - ألا تكتفي الكلية بما يحصله طلابها وأساتذتها من فوائد في رحلاتها خارج مصر، فتعمل لتكون اللقاءات التي تتم فيها أساسا لصلات تقوم وتتوثق بين الكلية وبين الهيئات العلمية والأدبية المماثلة في البلدان العربية التي تتم زيارتها.
العميد يذكر أن الأساتذة والطلاب الذين اشتركوا في رحلة السودان قد عادوا مغتبطين أشد الاغتباط بقيامهم بهذه الرحلة على ما لقوا فيها من مشقة، ويقول لشفيق غربال: «قد ذكرت لي ابنتي التي اشتركت في الرحلة أنه عندما وصل القطار الذي كانوا يستقلونه إلى محطة عطبرة، كان في انتظاره عدد كبير من السودانيين يرحبون بأشقائهم المصريين بحماس شديد، وأن ناظر المحطة كان على رأس المرحبين وقد تبين أنه شاعر مجيد، فقد رحب ببعثة الكلية بالشعر وقال لأمينة:
يا بنت أستاذنا قصي تحيتنا
على العميد عميد العرب والضاد
Bog aan la aqoon