70

الأحزاب المصرية تتفاوض مع الإنجليز، ونتيجة لهذه المفاوضات تعقد مصر مع بريطانيا في 22 أغسطس معاهدة عام 1936.

وفي الصيف التالي

5

في مدينة مونتريه بسويسرا ينجح رئيس الوزراء مصطفى النحاس في الاتفاق مع الدول الأوروبية على إلغاء الامتيازات الأجنبية، وبعد إبرام المعاهدة مع بريطانيا واتفاق إلغاء الامتيازات مع أوروبا تتقدم مصر لدخول عصبة الأمم فترحب بها العصبة.

ويزور طه حسين رئيس الوزراء النحاس باشا ليهنئه، فيتحدث معه الرئيس في أن مصر المستقلة تحتاج الآن إلى جهاد أكبر يبذل فيه كل المصريين كل ما يملكون من جهد وقوة، لتحقيق ما يجب عليها أن تحققه الآن من النهضة في كل ميادين الحياة.

ويستقبل العميد، في مكتبه بالجامعة، وفدا من طلاب الجامعة يتساءلون عن واجب الشباب المصريين بعد فوز مصر بجزء عظيم من أملها في تحقيق استقلالها الخارجي وسيادتها الداخلية، يتجهون بهذا السؤال إلى قادة الرأي، كل في ميدانه.

يتحدث معهم العميد طويلا، يقول لهم: «إن مهمتنا أولا هي أن نجعل الاستقلال حقيقة، وأن نجعل الاستقلال مدخلنا إلى العمل والإنتاج»، يقول: «إن نصوص المعاهدة مثلا تفتح للمصريين أبواب زيارة السودان، فيجب أن نستغل هذا النص فنبدأ في إرسال البعوث للسودان فورا، لماذا لا تكونون أنتم من أوائل الزائرين؟ إن الأستاذ سليمان حزين أستاذ الجغرافيا مولود في السودان، وهذه فرصة يزور معكم مسقط رأسه، والأستاذ إبراهيم نصحي أستاذ التاريخ تهمه زيارة السودان، ويحسن إذن أن ترتب الكلية رحلة قريبة للسودان، في إجازة نصف العام مثلا.»

يقول أحد الطلبة: «ما أسعد القادرين على الاشتراك في هذه الرحلة!»

ويرد العميد: «وأنت أيضا ستشترك، والرسوم لن تتجاوز أربعة جنيهات أو خمسة.»

والطلبة يشكرون أستاذهم ويهمون بالانصراف ولكنه يضيف قوله: «أنا شخصيا غير مكتف بإجاباتي، إن واجبنا في ذات الثقافة والتعليم بعد الاستقلال أعظم خطرا وأشد تعقيدا مما تحدثت به إليكم، لا بد من جهد وتفكير، إنني أطلب فترة للاستعداد لهذا الامتحان الصعب الذي وضعتموه لي!» •••

Bog aan la aqoon