159

يتحدث الحاضرون مع بعضهم، لقد دعاهم الدكتور طه حسين لمقابلته اليوم باعتباره رئيسا للجنة الثقافية لجامعة الدول العربية، وهو المنصب الذي طلب إليه عبد الخالق حسونة باشا الأمين العام للجامعة أن يتولاه.

يقول الدكتور محمد عوض للأستاذ محمد بدران: «ما دمت أنت قد دعيت لحضور هذا الاجتماع فلا بد أن الدكتور طه حسين سيحدثنا عن عمل من أعمال الترجمة.»

ويقطع السكرتير الحديث بدعوتهم للدخول، وطه حسين يرحب بهم، ويقول لهم إنه عندما عرض عليه حسونة باشا رياسة اللجنة الثقافية قبل مسرورا، لأن هذه اللجنة يمكن أن تكون أداة للعرب جميعا ليقوموا متعاونين بعمل عظيم الأثر في سعيهم نحو النهضة ونحو الوحدة، وإنه أراد أن يجتمع بزملائه الذين تفضلوا بالحضور اليوم ليبحث معهم مشروعا يفكر فيه، ويعتقد أن تنفيذه ممكن بتعاونهم وتعاون نظرائهم في البلاد العربية الأخرى كلها.

ويقول الدكتور عوض: «كنت أقول للأخ بدران لازم فيه ترجمة.»

ويقول الدكتور طه: «بالضبط، في عصر المأمون في بغداد كانت دار الحكمة تغص بالمترجمين إلى العربية من كل اللغات وفي كل العلوم، نحن سنكون أكثر تواضعا، نريد أن نترجم أهم الأعمال الأدبية العالمية، وأن نبدأ بترجمة أعمال شكسبير.»

يقول الدكتور عوض: «شكسبير! سنكون إذن سكسونيين!»

ويرد طه: «لا بد من إتاحة منابع الثقافة كلها لقراء العربية، وقد دعوتكم أولا لتبادل الرأي في المشروع نفسه، وفيمن يمكن أن يتعاون معكم من أدباء اللغة العربية في ترجمة الأعمال الكاملة لشكسبير، وقد كتبت فعلا إلى بعض الإخوة العرب مثل الأستاذ عبد الحق فاضل من أدباء ودبلوماسيي العراق، وغيره من الزملاء العرب، وأعتقد أن خير من يقدم هذه الأعمال مترجمة إلى اللغات العربية هو الأستاذ عباس محمود العقاد.»

ويقول الدكتور عوض: «هذا عمل عظيم يحتاج إلى جهد ضخم، وفقكم الله! واختياركم الأستاذ عباس محمود العقاد اختيار موفق جدا.»

ويستأنف الدكتور طه حسين حديثه فيقول: «وبعد شكسبير يأتي راسين.»

ويقول الأستاذ شفيق غربال: «أعتقد أن الزملاء كلهم يشاركونني الرأي في أن هذه الترجمات هي من أهم المشروعات التي يمكن أن تنهض بها الجامعة العربية في عهد رياستكم للجنة الثقافية، ولكن كيف يكون النشر؟»

Bog aan la aqoon