ويقول الطالب: «طبعا نريد أن نكون رجالا، وأن نترك طور الضفادع إلى طور الرجال.»
ويقول طه حسين: «يجب إذن أن تتطور حياتنا إلى حيث نبلغ ما نريد، وسبيلنا إلى التطور هي الجامعات أولا والجامعات أخيرا والجامعات قبل كل شيء، والجامعات بعد كل شيء.
إن التطور لا يأتينا من خارج، وإنما يأتينا من ذات نفوسنا، يأتينا من ذات نفوسنا عندما نهذب هذه النفوس، وعندما نصفي أذواقها ونزكي قلوبها وعقولها، وعندما نريد لها أن تقوى فيها الملكات المدركة القاهرة الواعية التي تتسلط على الحس والشعور، والتي تتسلط على قوى الإنسان فتدفعه إلى الأمل، ثم تدفعه إلى العمل، ثم تدفعه إلى الإنتاج، ثم تجعله وكأنه شجى في حلق الذين يريدون به المكروه.»
وتطل السيدة سوزان من الباب فيستأذن الحاضرون في الانصراف، ولكن طه حسين يستبقي الأستاذ يوسف السباعي.
يقول له طه حسين: «يا يوسف، روايتك عظيمة، وإن كانت طويلة قليلا، سأسميها المطولة عندما أكتب عنها! أهنئك بها، ولكن اللغة يا يوسف ...»
ويرد يوسف السباعي: «أنا في غاية السعادة بهذا التقدير يا سيدي العميد، أما اللغة فإن والدي كان يوصيني باللغة أيضا، والتوصية كانت أحيانا تكون بالضرب، وكنت أطلب إليه الرحمة وأنا أطلبها منكم الآن! سأنتظر مقالكم بفارغ الصبر، وأعد بالعناية باللغة كما تأمر يا سيدي العميد، والآن أستأذن فقد أخذت من وقتك أكثر مما كنت أطمع فيه.»
طه: يرحم الله والدك! لقد علمني أنا أيضا عندما كنت أقرأ ترجمته للقصص الروسي.
ويقف الأستاذ يوسف السباعي ويقول للسكرتير فريد: «أظن أنني تركت «الكاب» في الخارج.»
ويسأل طه: ««كاب» إيه؟»
ويقول يوسف السباعي: ««الكاب» بتاعي؛ لأن عندنا اليوم طوارئ ولا بد من الزي العسكري الكامل.»
Bog aan la aqoon