144

يعقد الآن مؤتمر اليونسكو دورته في مدينة البندقية، ومقرر اللجنة الأدبية هو الكاتب المصري طه حسين، ملهم الثورة الاجتماعية والاقتصادية القائمة في مصر.

ويقول طه حسين: «أستغفر الله!»

وتقول سوزان وهي تتابع القراءة: «وطه حسين عضو في الأكاديمية الإيطالية بروما، وعضو مراسل لأكاديمية الآداب الرفيعة في باريس، والمهمة ...»

ويقول طه حسين ضاحكا: «مصيبتهم سودة ... نسوا مجمع اللغة العربية في مصر، لطفي باشا لن يغفر لهم هذا ...»

وتستمر سوزان في القراءة فتقول: «والمهمة الخطيرة التي عهد بها إليه في المؤتمر الدولي المنعقد الآن في البندقية توطد دعائم صيته الذائع في أرجاء العالم.»

ويقول طه: «كفاية ...» وتتجاهل سوزان طلبه فتقول: «جريدة ثانية تقتبس جزءا من خطابك، الجزء الذي قلت فيه: «كل كاتب وكل فنان لا يستطيع الإبداع إلا بالإخلاص والصدق، شأنه شأن بطل الشاعر دانتي الذي كان يحمل المصباح معلقا إلى ظهره لينير الطريق للذين يتبعونه.» ثم تقول: «والجريدة الأخرى.» ولكنها تتوقف وتقول: «لا ... لا بد أن تأكل التوست قبل أن أقرأها لك.»

ويقول طه: «حاضر.» ويأكل التوست!

وتقول سوزان: «الجريدة الأخرى فيها عنوان رئيسي «مانشيت» أفرحني بالنيابة عنك وعن مصر كلها، إن «المانشيت» هو: هونيجر، وهنري مور، وطه حسين، ورو، يدافعون عن كرامة الفنان.»

وتمر فترة صمت ثم تقول سوزان: «هل تسمع؟ من بين المئات من أدباء القارات الخمس التي تحضر مؤتمر اليونسكو في البندقية الآن تلمع أربعة أسماء وترتفع إلى «المانشيت»، من هذه الأسماء الأربعة اسم أحد الكتاب العرب، اسم طه حسين، مندوب مصر، مندوب مصر الجديدة، ألا تسمع؟»

ويقول طه: «سمعت، ولكني كنت أفكر في شيء آخر، كنت أفكر في أول مرة سمعنا فيها موسيقى هونيجر.»

Bog aan la aqoon