وفي كلية الآداب يقول أستاذ لزميله: «ما هذا العيد الألفي لمدينة القاهرة والعيد الألفي لجامعة الأزهر اللذان لا يزالان يذكران منذ سنين، تستيقظ البلاد لتتحدث عنهما ثم تنام؟!»
ويقول زميله: «المفروض أن نحتفل هذا العام بالعيد الألفي للأزهر والعيد الفضي لجامعتنا المصرية .»
ويقول الزميل الأول: «العيد الفضي يعني مرور خمس وعشرين سنة، وقد مر على إنشاء الأزهر أكثر من ألف عام! مصر إذن ستحتفل بأقدم جامعة وأحدث جامعة في العالم هذا العام.»
ويقول الزميل الآخر: «نرجو ذلك، على أن جامعتنا الحديثة قد أخذت فعلا في إعداد الاحتفال، وأرسلت الدعوات وعينت المواعيد.» •••
ويقام حفل كبير في «أنشاص» للمدعوين للاحتفال بعيد جامعة القاهرة الفضي، يتجولون في الحدائق ويتحدثون عن معرض الفن الإسلامي الذي أقيم في مناسبة هذه الاحتفالات في سراي المانسترلي في موقعها البديع المطل على النيل في منيل الروضة، وقد أبرز المعرض معالم الحضارة في مصر والحواضر الإسلامية على مدى ألف وأربعمئة عام. كذلك يتحدث المدعوون عن الحفل الذي سيدعى إليه سفراء الدول جميعا في القاهرة في مناسبة عيد الجامعة، وعن معهد الصحراء الذي سيفتتحه الملك في هليوبوليس ويحضره جميع المدعوين للمشاركة في احتفالات العيد الفضي للجامعة.
وفي معهد الصحراء في هليوبوليس، يفتتح الملك فاروق المعهد، ووزير المعارف «طه حسين» يتحدث أمامه عن أهمية الصحراء في العالم العربي والإسلامي كله، وأهمية دراسة إمكاناتها دراسة كاملة مستفيضة، بحثا عن معادنها ومياهها، وصيانة لمعالمها وآثارها، ويذكر فضل بعض كبار المصريين الذين عنوا بالصحراء واقتنوا مجموعات نافعة متصلة بحياة الصحراء، وقد أهدوها الآن إلى هذا المعهد، الذي سوف يتوفر على دراسة كل ما يهم العلماء، وكذلك كل ما يهم العاملين لخير مصر والعرب من أمور الصحراء.
ينتهي الاحتفال والملك يشكر الوزير بعد انتهاء الحفلة يقول له: «متشكر يا «باشا».» •••
في منزله بالزمالك عام 1951 يدخل طه حسين «باشا» الصالون وهو يحمل صندوقا متوسط الحجم، وزوجته تستمع إلى أسطوانة موسيقية تدور على «الفونوغراف» الذي اشترته عام 1934.
يقول طه: «الدنيا تطورت، هذا الفونوغراف استهلك.»
وترد سوزان: «لا، إنه يؤدي المطلوب منه، ما هذا؟»
Bog aan la aqoon