من معه بين بديه وهو على ظهر الداية ، حتى إذا علم أن بسطاما قد تأمل لبسته ولم يعرف وجهه ، نزل(1) كربا فنزع تلك الثياب ولبس أقبيته (2) . وخرج فتلقي بسطاما فخحياه ثم قال له : الملك يقرئك السلام ويقول لك إن الدهر قد الجأنا إلى ماترى ، ولنا عليك حق المملكة . قال بسطام : وما ذاك ؟ قال : فد ظفرت بدك بطلبتك وأدركت ما وجهت إليه ، وقد :مزمت(3) وبدأت طعامى ، فأنظرنى حتى آ كل وأخرج إليك . فقال بسطام : كل متمهلا فنحن منتظروك، ونزل بأصحايه حول الدير . فلما مضى من الزمان قدر الغداء ، خرج كربا إلى بسطام فقال له : إن الملك يسألك أن تتم إحسانك بأن تنظره قليلا ليخرج في وقت قد اختاره ، فأذن له . فلم يزل كربا بدافعه حتى أمسى . وهو يخرج له لطفا من الجوهر والكسوة الفاخرة . حتى إذا أصبح وعلم كربا أن الملك قد لحق بمأمنه . قال بسطام : إن الحق بنا أولى . قال : نعم . قال : فإن الملك قد نجا بنفسه حبث رأى غبرتك ، وإنما صددتك عنه حتى لحق بمامنه ، وها أنا ذا فاحكم بما تريد . فهم بسطام بقتله فأبى عليه أصحابه وقالوا : أخرت طلب الرجل حتى فات بغير أسمر، وتريد قتل هذا بغير أمر . فحمله بسطام إلى هرام . فاما علم بهرام الخبر ، قال : أما أنت يا بسطام فغششت فجزاؤك القتل ، رأما كربا فنصح لصاحبه فجزاؤه الصفح . وأمر بكربا فحبس
حكى أن عبد الله أخا بابك انهزم في بعض حروبه ، فمر منفردا فارا من
Bogga 96