والتديبرعليمفسدراومسبعي
حكى أن أبرويز كسراى، لما هزم ملك الروم ، كتب إلى قائده الذى كان دهن عليه ، يجزيه خيرا ومن معه من الجند ، ويعدهم البر والزيادة في أرزافهم . فعلم القائد أن الذى فعل من يخلية الطريق لملك الروم لم يخف على أبرويز ، أن كتابه إليه إنما هو استدراج منه له . فكتب على لسان كسراى إلى الجند بغير ما كتب له كسرى ، من الشتم لهم والوعيد والتهدد . وكتب إلى أبرويز عنهم كتابا غليظا . فأفسد قلوب الجند على أبرويز، وأفسد قلب أبرويز على الجند الذين كانوا معه في وجوه الروم :
كان أيرويز قد تغير لرعيته وساء خلقه فأبغضوه جميعا . وكان قد عتب بلى ابنه شيرويه فخبسه في حصن بابل من المدائن مستقر كسرى على خمسة عشر فرسمخا . وكتب كسرى إلى صاحبه الذى في وجوه الروم وإلى جميع من معه ين الجند بالقفول حذرا من مفاسدهم ، وأحب مشاهدتهم ليصاح قلوبهم فسادهم . ووجه فى موضع هذا القائد رجلا من حلة الفرس ووجه معه أكثر الجند . ففحلا بابه منهم إلا اليسير من الجند . فقدم القائد الأول ومن معه من الجند وقلوبهم فاسدة ، فمالوا إلى شيرويه بن أرويز، فاخرجوه من حبسه وبايعوه على الفتك بأبيه . ثم ساروا نحوه ، وكان ذلك سبب قتل أبرويز(
.
Bogga 55