الضباب(1) ، وقد رأوا ما أتتم فيه من رفاهية العيش يلين الملابس وطيب الطعام وحسن المنا كح (2) . وقد وعدهم نبيهم أن لمن قتانا منهم قصور الذهب والفضة رحياة الأبد . فهم كلما لقوكم حرصوا على الموت وكلبوا (3) لما أتتم فيه من التعم. وأنتم تحرصون على الحياة لطيب ما ترجعون إليه ، فهم يهزمونكم . ثم أغمى على قيصر، فظنت أنه مات ، فأعولت عليه وبكت عنده . فأفاق ، فقالت له : باسيدهم ! إنا شاورناك فى أمر العرب فرزدتنا منهم رعبا ، قال : صدقتكم عنهم . قالوا : فما الرأى ؟ قال : خلوا لهم عن بعض بلادكم وارفقوا بهم ، وادفعوهم بالحرب قليلا حتى بموت منهم من شاهد نبيهم ، وينالوا من طيب العيش (مثل) ما نلتم ، فيكرهون الموت مثل كراهتكم . ثم ضعوا بينكم وبينهم حدا وقاتلوهم عليه ، فإنهم لا يجوزونه أيدا . ففعلت الروم ذلك ووضعت بينها وبين العرب جبل الدرب ، وقاتلت عليه ، فبقى الحد إلى هذه الغاية .
احكى أن أمير المؤمنين عليا رضى الله عنه ومعاوية لما التقيا يصفين (4) فدامت الحرب بينهما ثلاثة أيام ، ظهر أصحاب علمخ كرم الله وجهه على أصحاب معاوية، وخاف معاوية على أصحابه ونفسه ، فهم بالهرب . فدعا عمرو بن العاص فشاوره ، فقال له عمرو : ترفع المصاحف على الرماح وتدعو أصحاب على إلى مافى كتاب الله . قال معاوية : ويحك يا عمرو، مثل علىترفعله المصاحف ويناظر في الدين والكتاب ؟ قال له عمرو : إن أصحاب على يقاتلون معه ديانة ، وأصحابك يقاتلون
Bogga 50