وليكن خلقك حسنا تستدع به صفو النيات وإخلاص المقامات (1) . ولا تتناول من لذيذ العيش ما لا ممكن أوسط أصحابك مثله . فليس مع الاستئثار محبة ولامع المؤاساة بغضة . واعلم أن المملوك إذا اشترى لم يسأل عن مالمولاه ، وإنما يسأل من خلته()
وكانت الفرس تقول : للوزير على الملك ، وللكاتب على الصاحب ، ثلاث (3) : رفع الحجاب عنه ، واتهام الوشاة عليه ، وإفشاء السر إليه .
وحكى أن سابور(4) الملك، استشار وزيرين كانا له في أمر من أموره ، فقال له أحدهما : لا ينبغى للملك أن يستشير منا أحدا إلا خاليا يه ، فإنه أموت للسر وأحزم فى الرأى ، وأدعى إلى السلامة ، وأعفى لبعضنا عن غائلة بعض . لأن الواحد رهن بما أفشى إليه وهو أحرى أن لايظهره ، رهبة للملك ورغبة إليه . وإذا كان عند اثنين فظهر دخلت على الملك الشبهة واتسعت
Bogga 5