به حاجة إلى مثلى ، ولكن عندى يذل نفسى في الذى يأمر به الملك . قال كسرى: تحمل كتابا إلى فلان صاحبى ؟ قال : نعي. قال كسرى : فاخفه فإن الروم على طريقك . قال : نعم . فلما ولى عنه الراهب ، قال له كسرى : أعلمت ما في الكتاب ؟ قال : لا . قال : فلا تحمله حتى تعلم ما فيه . فلما قرأه عليه أدخله في جيبه ومضىا . فلما صار في عسكر الروم ونظر إلى الصلبان والقسيسين احترق لهم مما خاف أن يقع بهم ، وجعل يصيح : أنا لم يحملني كسرى رسالة ولا معى له كتاب . فأخذ فوجد الكتاب معه .
وكان كسرى وجه رسولا اختصر الطريق ، حتى مر بعسكر الروم كأنه رسول إلى كسرى من صاحبه ، ومعه كتاب فيه : إن الملك كان قد أمرنى مقاربة ملك الروم واختداعه وتخلية الطريق له ، ليأخذه من أمامه وآخذه من خلفه ، وقد فعلت ذلك . فرأى (الملك في) إعلامى وقت خروجه إليه . وأخذ ملك الروم الرسول وقرأ الكتاب فقال : قد عجبت أن يكون هذا الفارسى دهن 11) على كسراى . ووافاه أبرويز فيما أمكنه من جنده ، فوجد ملك الروم فد ولى هاربا ، فاتبعه يقتل ويأسر من أدرك . وبلغ صاحب كسرى هزيمة ملك الروم ، فأحب أن يجلى عن نفسه ويستر ذنبه ، لما فاته ما دير على كسرى . فحرج إلى الروم الهار بين فلم يسلم منهم إلآ القليل .
وحكي أن عبسا دخلت وهى في معاورة(2) فزارة في حرب داحس
Bogga 40