182

وبرئنا منها، وأحسب أن من تدعون إليه من آل أبى طالب أمسغ برسول الله صلى الله عليه وسلم رحما ، فأخر الحرب اليوم نلتق ونتناظر . فأجايه أبو السرايا الى ذلك ، وفرح بما ذكره هرثمة وطمع فى ممالأته .

فانصرف أبو السرايا، وأقام هردثمة في جماعة من أنجاد أصحابه ، وأمر أهل عسكره بالرجوع فعبروا جسر نهر صرصر ، حتى إذا تتاموا راجعين ، عبر هرثمة ثم ارتفع على نهر صرصر فراسخ . ثم عقد جسرا في ليلته ، وعبر في السحر إلى صحراء واسعة جافة ، يمكن فيها مجال الخيل . نم بعث إلى آبى السرايا أن أمير المؤمنين أطال الله بقاءه لم يمت ، وقد عبرنا لمحاربتك . فتواقعوا فانهزم أبو السرايا خمسة وعشرين فرسخا حتى دخل الكوفة .

حكي أن أبا جعفر المنصور ، أخذ البيعة لابنه على جميع بنى هاشم رالقواد ، إلا عيسى بن موسى ، فإنه امتنع من ذلك . فلما حج المنصور حجته التى توفى فيها ، حج معه عيسى بن موسى ومحمد بن إبراهيم الإمام ، والعباس اين محمد ، ومحمد وجعفر ابنا سلمان بن على . فلما توفى أبو جعفر بمكة ، كتم الربيع(1) مولاه موته . ثم بعث فأحضر الهاشميين وسائر القواد فقعدوا في مراتبهم . ثم خلا بعيسى بن موسى ، حيث ينظر الناس إليهما ولا يسمعون كلامهما . ثم قال له الربيع : إن أمير المؤمنين أيده الله ، أعرنى أن أخطب ليك ابنتك فلانة على ابنه محمد المهدى ، وأن أبذل لك من الصداق ألف ألف درهم . قال (عيسى) : الأمر فى ذلك إلى أمير المؤمنين . فدخل الربيع كأنه ؤامر ، ثم خرج ومعه المال فدفعه إلى عيسى ، ومسح عيسى على بد الربيع

Bogga 182