157

ركان لذى يزن اعرآة من بنات الملوك مخلفها حاملا ، فرأت فى نومها كأن سيفا خرج من قبلها ، فولدت غلاما فسمته سيفا . فلم تزل الحبشة تداول الملك باليمن حتى بلغ سيف وصار (رجلا) ، فشخص إلى ملك الروم فاستجاشه على الحبشة وسأله النصرة، فقال ملك الروم : بلدك لا يجاور بلدى ، ودين قومك ليس على دينى ، فلا يمكننى نصرتك ، ووصله .

فخرج سيف حتى قدم على كسرى فاستنصره على الحبشة . فقال له كسرى كقالة ملك الروم ، واعتل تمخالفة الدين وبعد البلد . فقال له سيف : (إن كنت) لا تريد خراجا ولا تنصر (دينا) فاغضب للطينة البيضاء وأبناء الملوك من استعباد الطينة السوداء المشوهة . فغضب كسرى وأحفظه ما قال سيف ، فوعده النصر . وأراد أن يوجه معه جيشا ، فقيل له : إن البلد شاسع والطريق جدب، أو في البحر ، وفى توجيهك الرجال إخطار بهم . قال كسرى : فلا بد من نصرته لما وعدته . فقيل : إن في سجونك(1) إثنى عشر ألفا فاخرجهم رأمر عليهم أميرا ووجهم في البحر ، فإن ظفروا فالظفر لك ، وإن هلكوا لم تثلم (ملكك) وجندك . ففعل ذلك كسرى، ووجه من سجونه (2) إثنى عشر ألفا فأخرجهم وأمر عليهم أميرا شيخا يقال له وهرز . فخرجوا بالين وخرج إليهم ملك الحبشة ، فاقتتلوا قتالا شديدا ، والحبشى على فيل وعلى رأسه تاج ، فرماه رهرز بسهم فنشب السهم في جبهته . فانهزمت السودان وأجلوا عن الين ، وسلم الملك إلى سيف .

Bogga 157