لغة الحجاز عليه (١) أيضا، ويقال: رضيت به بمعنى اخترته لأن الرضا بالشيء يستلزم اختياره.

وقوله تعالى: <a class="quran" href="http://qadatona.org/عربي/القرآن- الكريم/5/16" target="_blank" title="المائدة: 16">﴿يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام﴾</a> (٢) قيل: الرضوان من الله ضد السخط، وقيل: هو المدح على الطاعة والثناء والرضا مثله، فرضى الله ثوابه وسخطه عقابه من غير شئ يتداخله فيهيجه من حال إلى حال، لأن ذلك من صفات المخلوقين، ورضوان الرب يمكن أن يراد به رضا الرب عن العبد على نحو ما ذكر، وأن يراد به العكس، وكلاهما كما في قوله تعالى: <a class="quran" href="http://qadatona.org/عربي/القرآن-الكريم/5/119" target="_blank" title="المائدة: 119">﴿رضي الله عنهم ورضوا عنه﴾</a> (٣) بل هما متلازمان مثل قوله تعالى: <a class="quran" href="http://qadatona.org/عربي/القرآن- الكريم/5/54" target="_blank" title="المائدة: 54">﴿يحبهم ويحبونه﴾</a> (4).

وفي الحديث: (الصلاة رضوان الله) أو (أول الوقت رضوان الله) (5) أي سبب رضوانه، ورضوان خادم الجنان إذ بيده جزاء رضوان الله، وفي الحديث: (سبحان الله رضا نفسه) (6) أي ما يقع منه موقع الرضا، أو ما يرضاه لنفسه، وفي الدعاء:

(وخذ لنفسك رضاء من نفسي) (7) أي اجعل نفسي راضية بكل ما يرد عليها منك، كما في الدعاء الآخر: (اجعل نفسي مطمئنة إلى لقائك، راضية بقدرك وقضائك).

وفي الدعاء أيضا: (اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك، ومعافاتك من عقوبتك) (8) قيل: بدأ بالرضا لأنه من صفات الذات بخلاف المعافاة فإنها من صفات الأفعال، ولأن المعافاة انما تترتب على الرضا وتحصل به، وقول الفقهاء:

Bogga 479