Lumca Cad
اللمعة البيضاء
Baare
السيد هاشم الميلاني
Lambarka Daabacaadda
الأولى
Sanadka Daabacaadda
21 رمضان 1418
على نحو ما تقرر في نوع البشر، أو انهما تبيضان وتفرخان كالطيور، أو بسحق الأرجل بعضها ببعض، أو بنحو آخر؟ وجوه محتملة ليس في تحقيقها كثير فائدة، لكن اللازم هنا هو بيان الفرق في الجملة بين البشر والملك، والجن والشيطان من حيث الجنس والطبيعة.
وهو أن البشرية مستلزمة للكثافة الجسمية بخلاف البواقي، فإنها إما أجسام لطيفة، أو أرواح لطيفة متعلقة بالقوالب المثالية، والملك من بينها نوري صرف، كما أن الشيطان ناري محض، والجن مركب من القوتين النورية والنارية، فلا يكون الملائكة إلا كراما بررة، ولا الشياطين إلا لئاما، والجن يكون منه أبرار ومنه أشرار كما في نوع الإنسان.
فباطن الإنسان كالجن مركب من القوتين النورية الملكية العقلانية والنارية الشيطانية الوهمية، مع زيادة قوتين هما من لوازم القوة الشيطانية، وهما: الشهوية البهيمية والغضبية السبعية.
والجن إذا غلب ناريته كان من الشيطان، وإذا غلب نوريته كان من الملائكة، نظير الإنسان لكن مع حصول فضيلة كاملة من جهة تغليب القوة العاقلة على الوهمية وبالعكس، فيكون أفضل من الملائكة أو أشر من الشيطان.
وإبليس كان من الجن، كما في صريح الآية: <a class="quran" href="http://qadatona.org/عربي/القرآن-الكريم/18/50" target="_blank" title="الكهف: 50">﴿فسجدوا إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه﴾</a> (١) ومن جهة شرارته سمى بالشيطان فيسمى أولاده أيضا شياطين، ويطلق على شرير الإنسان أيضا أنه شيطان، قال تعالى: <a class="quran" href="http://qadatona.org/عربي/القرآن-الكريم/6/112" target="_blank" title="الأنعام: 112">﴿وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا﴾</a> (٢).
وأما قوله تعالى: <a class="quran" href="http://qadatona.org/عربي /القرآن-الكريم/15/30" target="_blank" title="الحجر: 30">﴿فسجد الملائكة كلهم أجمعون * إلا إبليس﴾</a> (3) فالاستثناء منقطع كما قيل، أو متصل باعتبار لحوق إبليس بالملائكة ودخوله فيهم في
Bogga 118