Xujada Cishtar
لغز عشتار: الألوهة المؤنثة وأصل الدين والأسطورة
Noocyada
وفي الحقل تدفنه فلا تأكل لحمه الطيور ولا تنهشه الجوارح.
فيعود بعل إلى الحياة، ويلتقي الحبيبان على سطح الأرض حيث يرتقي بعل عرشه من جديد فوق قمة جبل الأقرع، بينما كانت السماوات تقطر زيتا والوديان تجري بالعسل، ابتهاجا بعودة سيد الطبيعة إلى الحياة. ولكن موت لا يغيب إلى الأبد، والأمور لا تستقيم لبعل على الدوام:
وهكذا، من أيام إلى شهور،
ومن شهور إلى سنين.
ولكن في السنة السابعة،
نهض موت معلنا نفسه لعليان بعل، (وتعود القوتان الكونيتان للصراع من جديد).
إلا أن هذا الصراع الذي يطفو على سطح الأسطورة، ليس في حقيقته وغاياته إلا تعاونا بين القوتين من أجل حفظ الوجود، ومنعه من العودة إلى هاوية السكون والعدم. وهذا ما تعبر عنه المستويات السرانية للأسطورة. ففي النص الآنف الذكر نجد في مشهد قتال عناة وموت، أن عناة تقوم بقتل موت وتقطيعه بالسيف وتذريته بالمذارة وشيه بالنار وطحنه بالطاحون، وطمر أجزائه تحت التراب في الحقول لكيلا تأكلها العصافير. وفي ذلك كله إشارة إلى مراحل عملية حصد القمح بالمنجل ثم تذريته بالمذارة فطحنه فخبزه وتوفير بعضه لدفنه تحت التراب من أجل زراعة الموسم القادم الجديد. وما تريد الأسطورة هنا أن تقوله، هو أن الإله موت هو حبوب القمح اليابسة التي تهاوت تحت مناجل الحصادين؛ فقدمت غذاء للبشر ودفن بعضها من أجل إعطاء الحياة الجديدة، في فصل الربيع القادم، وإن الإله موت ليس إلا الوجه الآخر للإله بعل الذي يمثل السنابل الخضراء، فموت هو بعل الميت، وبعل هو موت الحي. من هنا رأينا في نظرية تكوين سانخونياتن التي نسبها فيلو للفينيقيين، أن الإله موت هو الخميرة الأولى وبذرة الخلق.
شكل 7-1: سيت-حورس.
ونجد الشيء نفسه في الأسطورة المصرية؛ فالإله أوزوريس رب الخصب ودورة الطبيعة يدخل في صراع مع أخيه «سيت » الذي يمثل البوار والصحراء والشر. وعندما يتحول أوزوريس من إله للطبيعة إلى إله للعالم الأسفل، يستمر الصراع بين ابنه «حورس» و«سيت»، فجولة لهذا وأخرى لذاك دون غلبة لأحدهما على الآخر. وقد عبرت الأعمال التشكيلية عن المستوى السراني لأسطورة حورس وسيت؛ إذ رسمتها في جسد واحد ذي رأسين (الشكل رقم
7-1 )، واحد لحورس وهو رأس الصقر وآخر ليست وهو رأس الحمار.
Bog aan la aqoon