ويقولون: فعل هذا الأمر عن طياشة. ولا وجود للطياشة في اللغة، والصواب عن طيش.
ويقولون: هل لا يجوز أن يكون الأمر كذا وكذا، وهل لم تزر زيدا، وهل ليس عمرو في الدار، فيدخلون هل على النفي وهي مخصوصة بالإثبات، وأكثرهم يكتب هل لا كلمة واحدة على حد كتابة هلا التحضيضية. وقد وقع مثل هذا لابن الجوزي في كتاب عقلاء المجانين؛ حيث قال: هلا يدل هذا على نقصان العلم، والصواب استعمال الهمزة في كل ذلك.
ويقولون: تعرف على فلان إذا أحدث به معرفة. وهو من التعبير العامي. ومن الغريب أن أصحاب اللغة لا يذكرون ما يعبر به عن هذا المعنى، لكن جاء في كتب المولدين: تعرف به معدى بالباء، وهو مبني على قولك: عرفته به إذا جعلته يعرفه على ما يؤخذ من عبارة المصباح. وقد ورد مثل هذا في الأغاني في أخبار عبادل ونسبه، وهو قوله: فحركت بعيري لأتعرف بهن وأنشدهن. ومثله بعد سطر. وفي نفح الطيب في الكلام عن يوسف الدمشقي: وكان من الذين أخفاهم الله لا يتعرف به إلا من تعرف له؛ أي: أظهر له معرفة نفسه. ومثله في كلام ابن بطوطة وغيره مما لا حاجة إلى استقصائه، وفي كل ذلك كلام لا محل له في هذا المقام.
ويقولون: مكان واطئ وقد وطؤ المكان؛ أي: انخفض واطمأن. ولم يرد من هذا إلا قولهم: الوطاء بفتح الواو وكسرها. والميطاء لما انخفض من الأرض بين النشاز والأشراف. يقال: هذه أرض مستوية لا رباء فيها ولا وطاء؛ أي: لا صعود فيها ولا انخفاض. ولم يسمع من هذا فعل.
ويقولون: زرع الشجرة؛ أي: غرسها، وإنما الزرع للحب والبزر، ولا يقال للشجرة وما في معناها.
ويقولون: سارت به المركب، فيؤنثون المركب وهو عجيب. وقد ورد مثل هذا في سياقة ألف ليلة وليلة، ولا يدرى ما أصله.
ومثله قولهم: التهبت حشاه من الحزن، وربما قالوا: وجعته رأسه ووجعته بطنه، كما تقوله عامة أهل مصر؛ يؤنثون هذه الألفاظ كلها وهي مذكرة. وقد ورد شيء من هذا في كلام بعض السالفين، كقول ابن نباتة المصري:
وسلبت لبي والحشا وجبت
فعييت بالإيجاب والسلب
ومثله قول ابن الفارض:
Bog aan la aqoon