94

Lubb Masun

اللب المصون شرح الجوهر المكنون في علم البيان

Noocyada

أبلغها الترشيح لابتنائه = على تناسي الشبه وانتفائه أقول: تنقسم الاستعارة باعتبار ذكر ما يلائم الطرفين وعدمه إلى مطلقة وهي التي لم تقترن بشيء من ملائمات المستعار منه والمستعار له نحو رأيت أسدا إذا كانت القرينة حالية وإلى مجردة وهي ما اقترنت بما يلائم المستعار له نحو رأيت أسدا يرمي إذا كانت القرينة حالية لأن التجريد كالترشيح إنما يكون بعد تمام الاستعارة وإلى مرشحة وهي ما اقترنت بما يلائم المستعار منه نحو رأيت أسدا له لبد والقرينة حالية. ومنه مثال المصنف فإن الإرتقاء وهو التصاعد من سفل إلى علو يلائم السماء المستعار لحضرة القدس ولا يخفى ما في ارتقي وفاق من الأصلية والتبعية والترشيح حيث استعير الارتقاء لانتقال حال السالك من حال إلى حال أعلى منه وفاق بمعنى علا وهو مما يلائم المستعار منه وأما بقية البيت فاستعارة مجردة حيث استعير الأرض للصفات الدنيئة والحس يلائمها لإدراكها به فمن فاعل ارتقى أي إرتقى إلى حضرة المكون من غاب من الأكوان ومراد المصنف بالفصل المستعار له وبالأصل المستعار منه وقد يجتمع الترشيح والتجريد في كلام واحد كقوله:

لدي أسد شاكي السلاح مقذف = له لبد أظفاره لم تقلم

فالسلاح للتجريد والأظفار للترشيح والترشيح أبلغ من التجريد لأنه مبني على تناسي التشبيه والإطلاق أبلغ من التجريد والتجريد مع الترشيح متكافئان ثم إن عدم ورود الترشيح في كتاب الله تعالى على ما زعمه بعضهم لا ينافي الأبلغية المذكورة كما لا يخفى لأن ذكر غيره لأهمية عرضية لا يقتضي عدم هذه المزية الذاتية ومن عرف موقع الكلام هان عليه هذا المقام.

قال: فصل في التحقيقية والعقلية

وذات معنى ثابت بحس او = عقل فتحقيقية كذا رأوا

Bogga 97