116

Lubb Masun

اللب المصون شرح الجوهر المكنون في علم البيان

Noocyada

من راقب الناس لم يظفر بحاجته = وفاز بالطيبات الفانك اللهج وقول سلم: من راقب الناس مات هما وفاز باللذة الجسور وإن كان دونه فمذموم كقول أبي تمام: هيهات لا يأتي الزمان بمثله إن الزمان بمثله لبخيل وقول أبي الطيب: أعدى الزمان سخاؤه فسخا به ولقد يكون به الزمان بخيلا وإن كان مثله فأبعد من الذم والفضل للأول كقول أبي تمام:

لو حار مرتاد المنية لم يجد = إلا الفراق على النفوس دليلا

وقول أبي الطيب:

لولا مفارقة الأحباب ما وجدت = لها المنايا إلى أرواحنا سبلا

وإن أخذ المعنى وحده سمي إلماما وسلخا وقوله وتقسيما فعي أي اضبط تقسيما تقدم آنفا وهو ثلاثة أقسام أيضا وأمثلتها بالأصل.

قال: (السرقة الخفية)

وما سوى الظاهر أن يغيرا = معنى بوجه ما ومحمودا يرى

لنقل أو خلط شمول الثاني = وقلب او تشابه المعاني

أحواله بحسب الخفاء = تفاضلت في الحسن والثناء

أقول: هذا هو القسم الثاني وهو السرقة الخفية وهو أن يغير المعنى بوجه لطيف بحيث لا يظهر أنه مسروق إلا بعد تأمل وهو محمود وتغيير المعنى من وجوه: منها نقله وهو أن ينقل المعنى إلى محل آخر كقول البحتري:

سلبوا وأشرقت الدماء عليهم = محمرة فكأنهم لم يسلبوا

وقول أبي الطيب: يبس النجيع عليه وهو مجرد من غمده فكأنما هو مغمد ومنها أن يضاف إلى المعنى ما يحسنه وهو المراد بالخلط كقول الأفوه: وترى الطير على آثارنا رأي عين ثقة أن ستمار

وقول أبي تمام:

وقد ظللت عقبان أعلامه ضحى =بعقبان طير في الدماء نواهل

أقامت على الرايات حتى كأنها= من الجيش إلا أنها لم تقاتل

ومنها أن يكون معنى الثاني أشمل كقول جرير:

إذا غضبت عليك بنو تميم = وجدت الناس كلهم غضابا

وقول أبي نواس:

ليس على الله بمستنكر =أن يجمع العالم في واحد

ومنها القلب وهو أن يكون معنى الثاني نقيض معنى الأول كقول أبي الشيص:

أجد الملامة في هواك لذيذة = حبا لذكرك فليلمني اللوم

وقول أبي الطيب:

Bogga 119