91

Lubab Fi Culum Kitab

اللباب في علوم الكتاب

Tifaftire

الشيخ عادل أحمد عبد الموجود والشيخ علي محمد معوض

Daabacaha

دار الكتب العلمية - بيروت / لبنان

Lambarka Daabacaadda

الأولى، 1419 هـ -1998م

قوله تعالى: {الحمد لله} .

الحمد: الثناء على الجميل سواء كانت نعمة مبتدأة إلى أحد أم لا.

يقال: حمدت الرجل على ما أنعم به، وحمدته على شجاعته، ويكون باللسان وحده، دون عمل الجوارح، إذ لا يقال: حمدت زيدا أي: عملت له بيدي عملا حسنا، بخلاف الشكر؛ فإنه لا يكون إلا على نعمة مبتدأة إلى الغير.

يقال: شكرته على ما أعطاني، ولا يقال: شكرته على شجاعته، ويكون بالقلب، واللسان، والجوارح؛ قال الله تعالى: {اعملوا آل داوود شكرا} [سبأ: 13] وقال الشاعر: [الطويل] .

37 -

أفادتكم النعماء مني ثلاثة ... يدي ولساني والضمير المحببا

فيكون بين الحمد والشكر عموم وخصوص من وجه.

وقيل: الحمد هو الشكر؛ بدليل قولهم: «الحمد لله شكرا» .

وقيل: بينهما عموم وخصوص مطلق.

والحمد أعم من الشكر.

وقيل: الحمد: الثناء عليه تعالى [بأوصافه، والشكر: الثناء عليه بأفعاله] فالحامد قسمان: شاكر ومثن بالصفات الجميلة.

وقيل: الحمد مقلوب من المدح، وليس بسديد - وإن كان منقولا عن ثعلب؛ لأن المقلوب اقل استعمالا من المقلوب منه، وهذان مستويان في الاستعمال، فليس ادعاء قلب أحدهما من الآخر أولى من العكس، فكانا مادتين مستقلتين.

Bogga 168