Lubab Fi Culum Kitab
اللباب في علوم الكتاب
87- ويلحينني في اللهو ألا أحبه
وللهو داع دائب غير غافل
وقول الآخر: [الطويل]
88- أبى جوده لا البخل واستعجلت به
نعم من فتى لا يمنع الجود نائله
ف " لا " في هذه المواضع كلها صلة.
وفي هذا الجواب نظر؛ لن الفراء لم يقل: إنها غير زائدة، وقولهم: إن " لا " زائدة في الآية، وتنظيرهم بالمواضع المتقدمة لا تفيد، وإنما تحرير الجواب أن يقولوا: وجدت " لا " زائدة من غير تقدم نفي، كهذه المواضع المتقدمة.
ويحتمل أن تكون " لا " في قوله: " لا البخل " مفعولا به ل " أبى " ، ويكون نصب " البخل " على أنه بدل من " لا " أي: أبى جوده قول لا، وقول: لا هو البخل، ويؤيد هذا قوله: " واستعجلت به نعم " فجعل " نعم " فاعل " استعجلت " ، فهو من الإسناد اللفظي، أي: إلى جود هذا اللفظ، واستعجل به هذا اللفظ.
وقيل: إن نصب " غير " بإضمار أعني. ويحكى عن الخليل، وقدر بعضهم بعد " غير " محذوفا قال: التقدير: " غير صراط المغضوب " ، وأطلق هذا التقدير، فلم يقيده بجر " غير " ، ولا نصبه ولا يتأتى ذلك إلا مع نصبها، وتكون صفة لقوله تعالى: { الصراط المستقيم } وهذا ضعيف؛ لأنه متى اجتمع البدل والوصف قدم الوصف، فالأولى أن تكون صفة ل " صراط الذين " ، ويجوز أن تكون بدلا من " الصراط المستقيم " ، أو من " صراط الذين " إلا أنه يلزم منه تكرار البدل، وفي جوازه نظر، وليس في المسألة نقل، إلا أنهم قد ذكروا ذلك في بدل البداء خاصة، أو حالا من " الصراط " الأول أو الثاني.
واعلم أنه حيث جعلنا " غير " صفة فلا بد من القول بتعريف " غير " ، أو إبهام الموصوف، وجريانه مجرى النكرة، كما تقدم تقريره ذلك في القراءة بجر " غير ".
Bog aan la aqoon