38

Lubab Fi Culum Kitab

اللباب في علوم الكتاب

Tifaftire

الشيخ عادل أحمد عبد الموجود والشيخ علي محمد معوض

Daabacaha

دار الكتب العلمية - بيروت / لبنان

Lambarka Daabacaadda

الأولى، 1419 هـ -1998م

عباده، ومن همزات الشياطين، وأن يحضرون ".

وخبر خروج النبي - صلى الله عليه وسلم - ليلة الجن، وقراءته عليهم، ودعوته إياهم إلى الإسلام.

وروى القاضي أبو بكر في " الهداية " أن عيسى عليه الصلاة والسلام دعا ربه أن يريه موضع الشيطان من بني آدم، فأراه ذلك، فإذا رأسه [مثل رأس الحية، واضع رأسه] على قلبه، فإذا ذكر الله تعالى، [خنس] ؛ وإذا لم يذكره، وضع رأسه على حبة قلبه.

وقال - عليه الصلاة والسلام -: " إن الشيطان ليجري من ابن آدم مجرى الدم ".

وقال: " وما منكم من أحد إلا وله شيطان " قيل: ولا أنت يا رسول الله، قال: " ولا أنا، إلا أن الله تعالى أعانني عليه فأسلم " والأحاديث كثيرة.

فصل في قدرة الجن على النفوذ خلال البشر

المشهور أن الجن لهم قدرة على النفوذ في بواطن البشر، وأنكر أكثر المعتزلة ذلك.

أما حجة المثبتين فوجوه:

الأول: أنه إن كان الجن عبارة عن موجود ليس بجسم، ولا جسماني، فحينئذ يكون معنى كونه قادرا على النفوذ في باطنه؛ أنه يقدر على التصرف في باطنه، وذلك غير مستبعد.

وإن كان عبارة عن حيوان هوائي لطيف نفاذ كما وصفناه، كان نفاذه في باطن بني آدم - أيضا - غير ممتنع قياسا على النفس وغيره.

الثاني: قوله تعالى: {لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس} [البقرة: 275] .

الثالث: قوله - عليه الصلاة والسلام -: " إن الشيطان ليجري من ابن آدم مجرى الدم ".

وأما المنكرون، فاحتجوا بقوله تعالى حكاية عن إبليس: {وما كان لي عليكم من سلطان

Bogga 115