149

Lubab Fi Culum Kitab

اللباب في علوم الكتاب

Tifaftire

الشيخ عادل أحمد عبد الموجود والشيخ علي محمد معوض

Daabacaha

دار الكتب العلمية - بيروت / لبنان

Lambarka Daabacaadda

الأولى، 1419 هـ -1998م

لا» زائدة من غير تقدم نفي، كهذه المواضع المتقدمة.

ويحتمل أن تكون «لا» في قوله: «لا البخل» مفعولا به ل «أبى» ، ويكون نصب «البخل» على أنه بدل من «لا» أي: أبى جوده قول لا، وقول: لا هو البخل، ويؤيد هذا قوله: «واستعجلت به نعم» فجعل «نعم» فاعل «استعجلت» ، فهو من الإسناد اللفظي، أي: إلى وجود هذا اللفظ، واستعجل به هذا اللفظ.

وقيل: إن نصب «غير» بإضمار أعني. ويحكى عن الخليل، وقدر بعضهم بعد «غير» محذوفا قال: التقدير: «صراط المغضوب» ، وأطلق هذا التقدير، فلم يقيده بجر «غير» ، ولا نصبه ولا يتأتى ذلك إلا مع نصبها، وتكون صفة لقوله تعالى: {الصراط المستقيم} وهذا ضعيف؛ لأنه متى اجتمع البدل والوصف قدم الوصف، فالأولى أن تكون صفة ل «صراط الذين» ، ويجوز أن تكون بدلا من «الصراط المستقيم» ، أو من «صراط الذين» إلا أنه يلزم منه تكرار البدل، وفي جوازه نظر، وليس في المسألة نقل، إلا انهم قد ذكروا ذلك في بدل البداء خاصة، أو حالا من «الصراط» الأول أو الثاني.

واعلم أنه حيث جعلنا «غير» صفة فلا بد من القول بتعريف «غير» ، أو إبهام الموصوف، وجريانه مجرى النكرة، كما تقدم تقريره ذلك في القراءة بجر «غير» .

و «لا» في قوله تعالى: {ولا الضآلين} زائدة لتأكيد معنى النفي المفهوم من «غير» لئلا يتوهم عطف «الضالين» على «الذين أنعمت» .

وقال الكوفيون: هي بمعنى «غير» وهذا قريب من كونها زائدة، فإنه لو صرح ب «غير» كانت للتأكيد أيضا، وقد قرأ بذلك عمر بن الخطاب وأبي رضي الله عنهما.

و «الضالين» مجرور عطفا على «المغضوب» ، وقرىء شاذا «الضألين» ، بهمز الألف؛ وانشدوا: [الطويل]

89 -

وللأرض أما سودها فتجللت ... بياضا، وأما بيضها فادهأمت

Bogga 223