105

Lubab Fi Culum Kitab

اللباب في علوم الكتاب

Tifaftire

الشيخ عادل أحمد عبد الموجود والشيخ علي محمد معوض

Daabacaha

دار الكتب العلمية - بيروت / لبنان

Lambarka Daabacaadda

الأولى، 1419 هـ -1998م

فصل في وجوه تربية الله لعبده

قال ابن الخطيب - رحمه الله تعالى -: «وجوه تربية الله للعبد كثيرة غير متناهية، ونحن نذكر منها أمثله:

الأول: لما وقعت النطفة من صلب الأب إلى رحم الأم، فرباها حتى صارت علقة أولا، ثم مضغة ثانية، ثم تولدت منه أعضاء مختلفة، مثل العظام، والغضاريف، والرباطات، والأوتار، والأوردة، والشرايين، ثم اتصل البعض بالبعض، ثم حصل في كل واحد منها نوع خاص من أنواع القوى، فحصلت القوة الباصرة في العين، والسامعة في الأذن، والناطقة في اللسان، فسبحان من بصر بشحم، وأسمع بعظم، وأنطق بلحم» ! .

والثاني: أن الحبة الواحدة إذا وقعت في الأرض، فإذا وصلت نداوة الأرض إليها، انتفخت ولا تنشق من شيء من الجوانب إلا من أعلاها وأسفلها، مع أن الانتفاخ حاصل من جميع الجوانب.

أما الشق الأعلى، فيخرج منه الجزء الصاعد، فبعد صعوده يحصل له ساق، ثم ينفصل من ذلك الساق أغصان كثيرة، ثم يظهر على تلك الأغصان الأنوار أولا، ثم الثمار ثانيا، ويحصل لتلك الثمار أجزاء مختلفة بالكثافة، واللطافة، وهي القشور، واللبوب، ثم الأدهان.

وأما الجزء الغائص من الشجرة، فإن تلك العروق تنتهي إلى أطرافها، وتلك الأطراف تكون في اللطافة كأنها مياع منعقدة، ومع غاية لطفها، فإنها تغوص في الأرض الصلبة اليابسة، وأودع فيها قوى جاذبة تجذب اللطيفة من الطين إلى نفسها، والحكمة في كل هذه التدبيرات تحصيل ما يحتاج العبد إليه من الغذاء، والإدام، والفواكه، والأشربة، والأدوية؛ كما قال تعالى: {أنا صببنا المآء صبا ثم شققنا الأرض شقا} [عبس: 25، 26] .

فصل

اختلفوا في {العالمين} .

قال ابن عباس رضي الله عنهما: «هم الجن والإنس؛ لأنهم المكلفون بالخطاب» ؛ قال الله تعالى:

{ليكون للعالمين نذيرا} [الفرقان: 1] .

Bogga 182