261

Lubab Adab

لباب الآداب

Baare

أحمد محمد شاكر

Daabacaha

مكتبة السنة

Lambarka Daabacaadda

الثانية

Sanadka Daabacaadda

١٤٠٧ هـ - ١٩٨٧ م

Goobta Daabacaadda

القاهرة

وقال يحيى بن معاذ ﵀: من تأدب بأدب الله صار من أهل محبة الله. وروي عن ابن المبارك ﵀ أنه قال: نحن إلى قليل من الأدب أحوج منّا إلى الكثير «١» من العلم. وعن أبي نصر الطوسي السّرّاج ﵀ قال: «٢» [الأدب سند للفقراء، وزين للأغنياء، و] الناس في الأدب «٣» [متفاوتون، وهم] على ثلاث طبقات: [أهل الدنيا، وأهل الدين، وأهل الخصوصية من أهل الدين، ف] أمّا أهل الدنيا فان أكثر «٤» آدابهم في الفصاحة والبلاغة وحفظ العلوم وأسمار «٥» الملوك وأشعار العرب، [ومعرفة الصنائع]، وأما أهل الدين فإن أكثر «٦» آدابهم في رياضة النفوس «٧» وتأديب الجوارح [وطهارة الأسرار] وحفظ الحدود وترك الشَّهوات [واجتناب الشبهات وتجريد الطاعات والمسارعة إلى الخيرات]، وأما أهل الخصوصية فإن أكثر «٨» آدابهم في طهارة القلوب ومراعاة الأسرار والوفاء بالعقود «٩» [بعد العهود] وحفظ الوقت وقلة الالتفات إلى الخواطر [والعوارض والبوادي والطوارق، واستواءٍ السرِّ مع الإعلان] وحسن الأدب في مواقف الطلب وأوقات الحضور [والقربة والدّنو والوصلة] ومقامات القرب «١٠» وقال عبد الله بن المبارك ﵀: قد أكثر الناس في الأدب، ونحن نقول: هو معرفة النفس. وقال الجنيد ﵀: إذا صحَّت المحبَّةُ سقطت شروط الأدب.

1 / 231