154

Lubab Adab

لباب الآداب

Baare

أحمد محمد شاكر

Daabacaha

مكتبة السنة

Lambarka Daabacaadda

الثانية

Sanadka Daabacaadda

١٤٠٧ هـ - ١٩٨٧ م

Goobta Daabacaadda

القاهرة

بيومٍ قبله، وليلة شبيهةً بأختها، ومولودًا يولد، وحيًاّ يموت. قال: أخبرني بأعجب ما رأيت. قال: حضرت جنازةً فذكرت الموت والبلى، فخنقتني العبرة فقلت متمثلًا: يا قَلْبُ إِنَّكَ في أَسْمَاءَ مَغْرُورُ ... فاذْكُرْ، وهَلْ يَنْفَعَنْكَ اليَوْمَ تََذْكِيرُ؟ فاسْتَقْدِرِ «١» اللهَ خَيْرًا وَارْضَيَنَّ بِهِ ... فَبَيْنَمَا العُسْرُ إذْ دَارَتْ مَيَاسيرُ وَبَيْنَمَا المَرْءُ فِي الأَحْيَاءِ مُغْتَبِطًا «٢» ... إذ صارَ في القَبْرِ تعْفُوهُ الأعاصِيرُ «٣» حتَّى كأنْ لم يَكُنْ إلاّ تَذَكُّرُهُ ... وَالدَّهْرُ- أَيَّتَما حالٍ- دَهَارِيرُ «٤» يَبْكي الغريبُ عليْهِ ليْسَ يَعْرِفُهُ ... وَذُو قَرَابَتِهِ في الحَيِّ مَسْرُورُ فقال لي رجلٌ من أهل الجنازة: أتدري لمن هذا الشعر؟ قلت: لا. قال: هو لهذا المدفون، وأنت غريبٌ تبكي عليه، وقراباته الذين يرثونه مسرورون! وقيل: هذا الشعر لجبلة بن الحارث. وقيل: الميت عثمان بن لبيدٍ العذري «٥» .

1 / 124