فهذه الآيات وغيرها تتضمن الثناء على الصحابة وتذكرهم بالخير وسابق الفضل وعلو المنزلة.
كما تبين حال من أتى بعدهم من المؤمنين بأنهم يستغفرون لهم ويسألون الله أن لا يجعل في قلوبهم غلا لهم، وهذا هو شأن المؤمنين مع صحابة رسول ﷺ ومن أتى بعدهم من صالح المؤمنين.
وقد أثنى الرسول ﷺ على أصحابه خيرا فقال كما في الصحيحين عن عمران بن حصين وغيره: «خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم» قال عمران: فلا أدري. أذكر بعد قرنه قرنين أو ثلاثا) الحديث (١) .
وقال فيما أخرجه الشيخان بسنديهما عن أبي سعيد الخدري: «لا تسبوا أصحابي، فلو أن أحدا أنفق مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه» (٢) .
ولقد صدق عبد الله بن مسعود ﵁ في وصفهم حيث قال: (إن الله نظر في قلوب العباد، فوجد قلب محمد خير قلوب العباد، فاصطفاه لنفسه، وابتعثه برسالته، ثم نظر في قلوب العباد بعد قلب محمد ﷺ فوجد قلوب أصحابه خير قلوب العباد، فجلعهم وزراء نبيه، يقاتلون على دينه فما رآه المسلمون حسنا فهو عند الله حسن، وما رأوه سيئا فهو عند الله سيئ) (٣) .
فصار من لوازم محبة رسول الله ﷺ محبة صحابته وقرابته وأهل بيته ومعرفة فضلهم والثناء عليهم بما هم أهله والدفاع عنهم وصون حرمتهم.