42

Love of the Messenger Between Following and Innovation

محبة الرسول بين الاتباع والابتداع

Daabacaha

رئاسة إدارة البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد إدارة الطبع والترجمة

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤١٤هـ

Goobta Daabacaadda

الرياض

Noocyada

إن المنفي هو الكمال، فإن أراد أنه نفي الكمال الواجب الذي يذم تاركه ويتعرض للعقوبة، فقد صدق. وإن أراد أنه نفي الكمال المستحب فهذا لم يقع قط في كلام الله ورسوله ﷺ (١) . ومعنى هذا أن محبة الرسول ﷺ من لوازم الإيمان وواجباته فلا يتحقق الإيمان بدونها، ولا يستحق المؤمن اسم الإيمان بدونها، وأن نفي الإيمان في الحديث إنما هو نفي لكمال الإيمان الواجب إذا لم توجد المحبة الراجحة على ما سواها من سائر المحاب فإذا وجدت هذه المحبة على هذه الصفة فهي دليل على كمال الإيمان بالنسبة لمن اتصف بها في هذا الجانب. وأما إذا لم توجد هذه المحبة على الصفة الراجحة كان من اتصف بها معرضا للوعيد لأنه أخل بواجب من واجبات الإيمان التي لا يتم الإيمان بدونها. ومن الأحاديث الدالة على وجوب المحبة ما أخرجه البخاري بسنده عن عبد الله بن هشام قال: «كنا مع النبي ﷺ وهو آخذ بيد عمر بن الخطاب، فقال له عمر: يا رسول الله، لأنت أحب إلي من كل شيء إلا من نفسي. ضال النبي ﷺ: لا والذي نفسي بيده، حتى أكون أحب إليك من نفسك، قال له عمر: فإنه الآن والله لأنت أحب إلي من نفسي. فقال النبي ﷺ: الآن يا عمر» (٢) . فهذا الحديث يبين أنه لا يبلغ المسلم حقيقة الإيمان حتى يكون الرسول ﷺ أحب إليه من نفسه التي بين جنبيه. وتلك هي قمة السمو في الحب حين يستعلى المسلم على رغبات النفس وشهواتها، مؤثرا حب رسول الله ﷺ على كل ذلك، ويتبين هذا إذا تعارض أي أمر أمر به الرسول ﷺ مع رغبة من رغبات النفس فأيهما تقدم كان الحكم له.

(١) انظر المصدر نفسه ٧ / ٣٧. (٢) صحيح البخاري. كتاب الإيمان والنذور. باب كيف كانت يمين النبي ﷺ ٨ / ١٦١.

1 / 47