181

Love of the Messenger Between Following and Innovation

محبة الرسول بين الاتباع والابتداع

Daabacaha

رئاسة إدارة البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد إدارة الطبع والترجمة

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤١٤هـ

Goobta Daabacaadda

الرياض

Noocyada

ولكن ابن عربي لم يكتف بهذا الادعاء حتى زعم أن الأنبياء والمرسلين من حيث كونهم أولياء يأخذون من مشكاة خاتم الأولياء الذي هو ابن عربي نفسه. أما من حيث كونهم أنبياء ومرسلين فيأخذون من مشكاة خاتم المرسلين. ومعنى هذا أن لعلوم الأنبياء والمرسلين اعتبارين: أحدهما: علوم النبوة والرسالة والتي هي الشريعة والأحكام الظاهرة وهذه يستمدها كل نبي من مشكاة خاتم الأنبياء. الثاني: علوم الولاية. التي هي الحقائق والعلوم الباطنة فهذه يستمدها الأنبياء والأولياء من مشكاة خاتم الأولياء (١) . وبذلك يكون ابن عربي قد فضل نفسه على جمع الأنبياء والمرسلين بهذا الكلام الذي هو من وحي الشيطان، وفيه من الكفر والتنقيص للرسل والاستخفاف بهم والكفر بما جاءوا به ما لا يخفى على من له أدنى بصيرة. وليس هناك اسم شرعي لما يسمى بخاتم الأولياء، وإنما هو منصب صوفي مبتدع لا دليل عليه من الشرع. نخلص من هذا إلى أن ابن عربي ومن قبله الحلاج، ومن تبعهم من ملاحدة الصوفية لم يصدروا في غلوهم في الرسول ﷺ عن محبته وتعظيمه واتباع شريعته. وإنما كان مقصدهم من هذا الغلو تعظيم ذواتهم ودعوة المخدوعين من أتباعهم إلى عبادتهم. وهدم الدين الذي جاء به محمد ﷺ، وإذهاب هيبته من النفوس. فضررهم على دين الإسلام أشد من ضرر اليهود والنصارى وملل الكفر مجتمعة فيجب على كل من له بصيرة وكل طالب للحق محب لرسول الله ﷺ

(١) انظر: كتاب رد الفصوص المسمى مرتبة الوجود ومنزلة الشهود، الملا علي بن سلطان القاري. دراسة وتحقيق. الطالب / عبد الله علي الملا رسالة ماجستير مقدمة إلى جامعة أم القرى، ١٤٠٩ هـ، ١ / ٥٣٤. وانظر: التعليقات على فصوص الحكم، ص ٢٤.

1 / 191