151

Love of the Messenger Between Following and Innovation

محبة الرسول بين الاتباع والابتداع

Daabacaha

رئاسة إدارة البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد إدارة الطبع والترجمة

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤١٤هـ

Goobta Daabacaadda

الرياض

Noocyada

[المبحث الرابع الغلو في الرسول ﷺ عند الصوفية] المبحث الرابع الغلو في الرسول ﷺ عند الصوفية إذا كان الشيعة أول من فتح باب الغلو في هذه الأمة بغلوهم في علي ﵁ والأئمة من ذريته حسب زعمهم فإن الصوفية قد انتقلت إليها عدوى الغلو من الشيعة في المقام الأول. وهناك تشابه كبير في كثير من الجوانب بينهما. فإذا كان المذهب الشيعي قد دار فيه الغلو حول علي ﵁ والأئمة من ذريته فإن الغلو عند الصوفية قد دار حول الرسول ﷺ والأولياء من بعده أو بالأصح حول الحقيقة المحمدية- حسب تعبيرهم والأولياء من بعد. وإذا وجد في غلاة الشيعة من قال إن روح الإله قد حلت في النبي ﷺ ثم في علي ﵁ وأولاده من بعده، فقد وجد في الصوفية من يقول بالحلول كالحلاج مثلا. تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا. فكانت الشيعة المتأثرة بالتراث المجوسي اليهودي لدى السبئية وفرق الغلاة ثم التراث الفلسفي اليوناني والمصري لدى الإسماعيلية القرامطة أصحاب رسائل إخوان الصفاء كان هؤلاء هم المعبر الرئيسي لانتقال العقائد الباطلة إلى الصوفية (١) . وقد أكد ابن خلدون هذه الصلة بين التصوف والتشيع في حديثه عن مذهب وحدة الوجود وتوابعه فقال: (وكان سلفهم مخالطين للإسماعيلية المتأخرين من الرافضة الدائنين أيضا بالحلول وإلهية الأئمة مذهبا لم يعرف لأولهم فأشرب كل واحد من الفريقين

(١) انظر الفلسفة الصوفية في الإسلام ص ٥٧٧ وما بعدها.

1 / 161