134

Literary Criticism and Its Modern Schools

النقد الأدبي ومدارسه الحديثة

Daabacaha

دار الثقافة-بيروت

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Goobta Daabacaadda

لبنان

Noocyada

لعدد نوفمبر (تشرين الثاني) سنة ١٩٢٩ ثم لم يعد نشره من بعد (١) - يقول اليوت " هناك حاجة ماسة بالنقد إلى اختيار جديد يشمل دراسة منطقية جدلية للمصطلحات التي يستعملها ". وعلى الرغم من هذا التصريح الممتاز الذي لم يكن يعني به اليوت نفسه، فيما يبدو، فإنه ظل دائمًا يرفض أن يدرس، أو حتى أن يحدد، المصطلحات التي يستعملها، متهربًا من ذلك إلى مقل قوله: " في إصدار هذا الحكم، أرفض أن أساق إلى البحث في تعريفات " الشخصانية " و" الشخصية " (٢) " أو إلى مثل قوله " وإذا أبدى امرؤ تذمره من أني لم أعرف الصدق أو الحقيقة أو الحق فإني أستطيع أن أقول معتذرًا إن ذلك لم يكن جزءًا من هدفي لأن كل ما أقصد إليه هو أن أجد منهجًا تندرج فيه هذه المصطلحات، مهما يكن شأنها، إن كان لها وجود ". وأحيانًا يكتب اليوت عبارات تبدو وكأنها ليست إلا سفسطات فارغة مركبة من مصطلحات غائمة تخيل إلى سامعها أنها تنقل أحكامًا نقدية كهذه العبارة الآتية التي يتحدث فيها عن روستان: " هو متفوق على مايترلنك الذي يعجز عن أن يكون شعريًا حين يعجز عن أن يكون روائيًا؟ هو متفوق عليه لا من حيث هو روائي فحسب بل من حيث هو شاعر أيضًا. نعم إن لدى مايترلنك بصرًا أدبيًا بما هو روائي كما أن لديه بصرًا أدبيًا بما هو شعري وفيه يجتمع الاثنان معًا، غير أنهما غير ممتزجين لديه كما هي الحال في آثار روستان، فشخصياته ليست ترغب رغبة واعية في أدوارها بل هي شخصيات عاطفية. أما في حال روستان فإن جهده منصب على التعبير عن العاطفة، ولا كذلك مايترلنك الذي

(١) (هي في الأصل محاضرة ألقاها في " معهد المدنية الأدبي " بلندن وقد نشرت ومعها محاضرات لآخرين تتصل بالموضوع في كتاب " الاتباعية " والتجربة في الأدب المعاصر " سنة ١٩٢٩) .
(٢) هذان من اصطلاحات اليوت فالشخصانية " Personality " والشخصية " Character " وربما كان الفرق بينهما هو الفرق بين " الذات " و" مقومات الذات "، وينص اليوت على أن الإبداع الفني يحقق اللاشخصانية أي هو عملية إفناء للذات مستمرة.

1 / 138