فقال بهدوء رقيق: لا مسك سوء أبدا! - لن أصدق كلمة مما تقول، لماذا تقتل البوابين؟
فهتف بحدة: لم أقصد مسه بسوء! - والآخر؟ من هو رءوف علوان؟ ماذا بينك وبينه؟ أكانت له علاقة بزوجتك؟
فضحك ضحكة جافة كالسعلة: فكرة مضحكة! ثمة أسباب أخرى، إنه خائن أيضا، ولكن من نوع آخر، لا أستطيع أن أفهمك كل شيء!
فقالت بغضب: ولكنك تستطيع أن تعذبني حتى الموت! - قلت اجلسي لنتحدث في هدوء. - أنت ما زلت تحب زوجتك، تلك الخائنة، ولكنك تعذبني أنا!
فقال متوجعا: نور، لا تزيديني عذابا، أنا في غاية من النكد!
وصمتت متأثرة بتوجعه الذي لم تره من قبل، ثم قالت بحزن شديد: إني أشعر بأن أعز ما في حياتي يحتضر! - وهم وخوف، أما المغامر مثلي فلا يعترف بالشدائد، سأذكرك بذلك.
فتساءلت بلهجة ندب: متى؟
فقال مدعيا ثقة لا حد لها: أقرب مما تتصورين!
ومال نحوها فجذبها من يدها إليه، ولصق جبينها بجبينه حتى امتلأ أنفه برائحة الخمر والعرق. ولم يتقزز، بل قبلها بحنان صادق.
الفصل السادس عشر
Bog aan la aqoon