206

Lisan al-Carab

لسان العرب

Daabacaha

دار صادر

Lambarka Daabacaadda

الثالثة

Sanadka Daabacaadda

١٤١٤ هـ

Goobta Daabacaadda

بيروت

ومَأْدَبةٌ، فَمَنْ قَالَ مَأْدُبةٌ أَراد بِهِ الصَّنِيع يَصْنَعه الرَّجُلُ، فيَدْعُو إِلَيْهِ الناسَ؛ يُقَالُ مِنْهُ: أَدَبْتُ عَلَى الْقَوْمِ آدِبُ أَدْبًا، وَرَجُلٌ آدِبٌ. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وتأْويل الْحَدِيثِ أَنه شَبَّه الْقُرْآنَ بصَنِيعٍ صَنَعَه اللَّهُ لِلنَّاسِ لَهُمْ فِيهِ خيرٌ ومنافِعُ ثُمَّ دَعَاهُمْ إِلَيْهِ؛ وَمَنْ قَالَ مَأْدَبة: جعَله مَفْعَلةً مِنَ الأَدَبِ. وَكَانَ الأَحمر يَجْعَلُهُمَا لُغَتَيْنِ مَأْدُبةً ومَأْدَبةً بِمَعْنًى وَاحِدٍ. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وَلَمْ أَسمع أَحَدًا يَقُولُ هَذَا غَيْرَهُ؛ قَالَ: وَالتَّفْسِيرُ الأَول أَعجبُ إِليّ. وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: آدَبْتُ أُودِبُ إِيدابًا، وأَدَبْتُ آدِبُ أَدْبًا، والمَأْدُبةُ: الطعامُ، فُرِقَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ المَأْدَبةِ الأَدَبِ. والأَدْبُ: مَصْدَرُ قَوْلِكَ أَدَبَ القومَ يَأْدِبُهُم، بِالْكَسْرِ، أَدْبًا، إِذَا دَعَاهُمْ إِلَى طعامِه. والآدِبُ: الداعِي إِلَى الطعامِ. قَالَ طَرَفَةُ:
نَحْنُ فِي المَشْتاةِ نَدْعُو الجَفَلى، ... لَا تَرَى الآدِبَ فِينَا يَنْتَقِرْ
وَقَالَ عَدِيٌّ:
زَجِلٌ وَبْلُهُ، يجاوبُه دُفٌّ ... لِخُونٍ مَأْدُوبَةٍ، وزَمِيرُ
والمَأْدُوبَةُ: الَّتِي قَدْ صُنِعَ لَهَا الصَّنِيعُ. وَفِي حَدِيثِ
عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ: أَما إخْوانُنا بَنُو أُمَيَّةَ فَقادةٌ أَدَبَةٌ.
الأَدَبَةُ جَمْعُ آدِبٍ، مِثْلُ كَتَبةٍ وكاتِبٍ، وَهُوَ الَّذِي يَدْعُو الناسَ إِلَى المَأْدُبة، وَهِيَ الطعامُ الَّذِي يَصْنَعُه الرَّجُلُ ويَدْعُو إِلَيْهِ النَّاسَ. وَفِي حَدِيثِ
كَعْبٍ، ﵁: إِنَّ لِلّهِ مَأْدُبةً مِنْ لحُومِ الرُّومِ بمُرُوج عَكَّاءَ.
أَراد: أَنهم يُقْتَلُون بِهَا فَتَنْتابُهمُ السِّباعُ وَالطَّيْرُ تأْكلُ مِنْ لحُومِهم. وآدَبَ القومَ إِلَى طَعامه يُؤْدِبُهم إِيدابًا، وأَدَبَ: عَمِلَ مَأْدُبةً. أَبو عَمْرٍو يُقَالُ: جاشَ أَدَبُ الْبَحْرِ، وَهُوَ كثْرَةُ مائِه. وأَنشد:
عَنْ ثَبَجِ البحرِ يَجِيشُ أَدَبُه
والأَدْبُ: العَجَبُ. قَالَ مَنْظُور بْنُ حَبَّةَ الأَسَدِيّ، وحَبَّةُ أُمُّه:
بِشَمَجَى المَشْي، عَجُولِ الوَثْبِ، ... غَلَّابةٍ للنَّاجِياتِ الغُلْبِ،
حَتَّى أَتَى أُزْبِيُّها بالأَدْبِ
الأُزْبِيُّ: السُّرْعةُ والنَّشاطُ، والشَّمَجَى: الناقةُ السرِيعَةُ. ورأَيت فِي حَاشِيَةٍ فِي بَعْضِ نُسَخِ الصِّحَاحِ الْمَعْرُوفِ: الإِدْبُ، بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ؛ وَوُجِدَ كَذَلِكَ بِخَطِّ أَبي زَكَرِيَّا فِي نُسْخَتِهِ قَالَ: وَكَذَلِكَ أَورده ابْنُ فَارِسٍ فِي الْمُجْمَلِ. الأَصمعي: جاءَ فُلَانٌ بأَمْرٍ أَدْبٍ، مَجْزُومُ الدَّالِ، أَي بأَمْرٍ عَجِيبٍ، وأَنشد:
سمِعتُ، مِن صَلاصِلِ الأَشْكالِ، ... أَدْبًا عَلَى لَبَّاتِها الحَوالي
أذرب: ابْنُ الأَثير فِي حَدِيثِ
أَبي بَكْرٍ، رَضِيَ عَنْهُ: لَتَأْلَمُنَّ النَّوْمَ عَلَى الصُّوفِ الأَذْرَبِيِّ، كَمَا يَأْلَمُ أَحَدُكم النَّوْمَ عَلَى حَسَكِ السَّعْدانِ.
الأَذْرَبِيّ: مَنْسُوبٌ إِلَى أَذْرَبِيجانَ، عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ، هَكَذَا تَقُولُ الْعَرَبُ، وَالْقِيَاسُ أَن يُقَالَ: أَذَرِيٌّ بِغَيْرِ بَاءٍ، كَمَا يُقَالُ فِي النَّسَب إِلَى رامَهُرْمُزَ راميٌّ؛ قَالَ: وَهُوَ مُطَّرِد فِي النَّسَبِ إِلَى الأسماءِ الْمُرَكَّبَةِ.

1 / 207