Linguistic Beauty in Texts from Revelation - Book

Fadhl Saleh As-Samarrai d. Unknown
8

Linguistic Beauty in Texts from Revelation - Book

لمسات بيانية في نصوص من التنزيل - كتاب

Daabacaha

دار عمار للنشر والتوزيع

Lambarka Daabacaadda

الثالثة

Sanadka Daabacaadda

١٤٢٣ هـ - ٢٠٠٣ م

Goobta Daabacaadda

عمان - الأردن

Noocyada

ومما ذكر في الفرق بينهما أيضًا: "إن المدحَ قد يكون قبل الإحسان، وقد يكون بعده، أما الحمد فإنه لا يكونُ إلا بعد الإحسان". فإن الحمد يكون لما هو حاصلٌ من المحاسن في الصفات، أو الفعل، فلا يُحمَدُ مَنْ ليس في صفاته ما يستحق الحمد، ولا يُحمَدُ مَنْ لم يفعل جميلًا. أما المدح، فقد يكون قبل ذلك، فقد تمدح إنسانًا ولم يفعل شيئًا من المحاسن والجميل، ولذا كان المدح مَنْهيًا عنه، بخلاف الحمد، فإنه مأمورٌ به، فقد قال ﷺ: "احثُوا الترابَ في وجوه المَدَّاحين". في حين قال: "مَنْ لم يَحمدِ الناسَ لم يحمدِ الله" وبذا علمنا من قوله: ﴿الحمد للَّهِ﴾ أنَّ الله حَيٌّ، له الصفات الحسنى والفعل الجميل، فحمدناه على صفاته، وعلى فِعْلِه وإنعامه. ولو قال: (المدح لله) لم يُفِدْ شيئًا من ذلك. وهناك فرقٌ آخر بين الحمد والمدح، وهو أنَّ في الحمد تعظيمًا وإجلالًا ومحبة، ما ليس في المدح. فكان اختيار (الحمد) أولى من اختيار (المدح) . وفَرَّقُوا بين الحمد والشكر، فقالوا: "إن الحمد يعمُّ ما إذا وصل ذلك الإنعامُ إليكَ أو إلى غيرك، وأما الشكر، فهو مختصٌّ بالإنعام الواصل إليك".

1 / 12