Maxaa Muslimiintii Dib U Dhigay, Halka Kuwa Kalena Hormareen?
لماذا تأخر المسلمون؟ ولماذا تقدم غيرهم؟
Noocyada
أفليس الأدنى لمصلحة الأمة أن تقدر الدولة على معرفة أي حادث يحدث بمجرد وقوعه حتى تتلافى أمره؟ أفليس الأنفع للمسلمين أن يتمكن الحاج ببضع ساعات من اجتياز المسافات التي كانت تأخذ أياما وليالي، لقد سألت الشيخ محمد بن علي بن تركي من العلماء النجديين الذين بمكة عن رأيه في التلفون واللاسلكي فقال لي: هذه مسألة مفروغ منها، وأمر جوازها شرعا هو من الوضوح بحيث لا يستحق الأخذ والرد.
ولم تكن مقاومة الجديد خاصة بجامدي الإسلام، فقد قاومت الكنيسة في النصرانية كل جديد تقريبا من قول أو عمل، ثم عادت فيما بعد فأجازته، ولما قال «غاليله» بدوران الأرض كفرته، ولا يزال يوجد إلى اليوم من أحبار النصارى من يكفر كل مخالف لما جاء في التوراة من كيفية التكوين، ومن سنتين حوكم أحد المعلمين في محاكم إحدى الولايات المتحدة لقوله بنظرية داروين ومنع من التدريس، ولكن هذا لا يمنع سير العلم في طريقه.
6
فالنصارى عندهم جامدون كما عندنا جامدون، والمسلم الجامد يحارب كل علم غير العلم الديني التقليدي الذي ألفه، حتى إنه ليحارب من لا يعتد في دينه إلا بالكتاب والسنة، وينسى أن العلوم الطبيعية والرياضية والهندسة وجر الأثقال والفلك والطب والكيمياء وطبقات الأرض وكل علم يفيد الاجتماع البشري هي علوم دينية إن لم تكن مباشرة فمن حيث النتيجة،
7
وكم جرى تدريس هذه العلوم في الأزهر الأموي والزيتونة والقرويين وقرطبة وبغداد وسمرقند وغيرها عندما كان للإسلام دول كبار وأعاظم رجال، وكم نبغ في الإسلام من عظماء جمعوا بين الحكمة والشريعة، ونظموا بين الحديث والرياضة، وإن أكبر فيلسوف عربي اشتهر اسمه في أوروبة هو القاضي ابن رشد؛ وقد كان من أكابر الفقهاء.
هوامش
مدنية الإسلام
أما زعم من زعم أن الإسلام لم يتمكن من تأسيس مدنية خاصة والاستدلال على ذلك بحالته الحاضرة، فهو خرافة يموه بها بعض أعداء الإسلام من الخارج، وبعض جاحديه من الداخل، أما القسم الأول فلأجل أن يصبغوا المسلمين بالصبغة الأوروبية، وأما القسم الثاني فلأجل أن يزرعوا في العالم الإسلامي بذور الإلحاد، ونحن لا ننكر تأثير الدين في المدنية، ولكننا لا نسلم بأنه يصح أن يكون لها ميزانا؛ وذلك لأنه كثيرا ما يضعف تأثير الدين في الأمم فتفلت من قيوده، وتفسد أخلاقها، وتنهار أوضاعها، فيكون فساد الأخلاق هو علة السقوط، ولا يكون الدين هو المسئول، وكثيرا ما تطرأ عوامل خارجية غير منتظرة فتتغلب على ما أثلته الشرائع من حضارة، وتزلزل أركانها، وقد تهدمها من بوانيها، ولا يكون القصور من الشريعة نفسها، فتأخر المسلمين في القرون الأخيرة لم يكن من الشريعة؛ بل من الجهل بالشريعة، أو كان من عدم إجراء أحكامها كما ينبغي، ولما كانت الشريعة جارية على حقها كان الإسلام عظيما عزيزا.
وأي عظمة أعظم مما كان الإسلام في أيام عمر بن الخطاب مثلا.
Bog aan la aqoon