Light of Faith and Darkness of Hypocrisy in the Light of the Book and Sunnah

Sa'id bin Wahf al-Qahtani d. 1440 AH
14

Light of Faith and Darkness of Hypocrisy in the Light of the Book and Sunnah

نور الإيمان وظلمات النفاق في ضوء الكتاب والسنة

Daabacaha

مطبعة سفير

Goobta Daabacaadda

الرياض

Noocyada

الناس ﴿وَمَن يَتَّقِ الله يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا﴾ (١)، فالمؤمن المتقي يُيسِّر الله له أموره، ويُيسِّره لليُسرَى، ويجنِّبه العُسْرَى، ويُسهِّل عليه الصعاب، ويجعل له من كل همٍّ فرجًا، ومن كل ضيقٍ مخرجًا، ويرزقه من حيث لا يحتسب، وشواهد هذا كثيرة من الكتاب والسنة. خامسًا: الإيمان يثمر الحياة الطيبة في الدنيا والآخرة، قال الله ﷿: ﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ﴾ (٢)، وذلك أنه من خصائص الإيمان أنه يثمر طمأنينة القلب، وراحته، وقناعته بما رزقه الله، وعدم تعلقه بغيره، وهذه هي الحياة الطيّبة، فإن أصل الحياة الطيّبة: راحة القلب وطمأنينته، وعدم تشوّشه مما يتشوّش منه الفاقد للإيمان الصحيح (٣)، والحياة الطيّبة تشمل: الرِّزق الحلال الطيِّب، والقناعة، والسعادة، ولذَّة العبادة في الدنيا، والعمل بالطاعة والانشراح بها (٤). قال الإمام ابن كثير: «والصحيح أن الحياة الطيبة تشمل هذا كله» (٥)، قال النبي ﷺ: «قد أفلح من أسلم، ورُزق كفافًا، وقنَّعه الله بما آتاه» (٦)، وقال ﷺ: «إن الله لا يظلم المؤمن حسنةً يُعطى بها في الدنيا، ويُجزى بها في

(١) سورة الطلاق، الآية: ٤. (٢) سورة النحل، الآية: ٩٧. (٣) التوضيح والبيان لشجرة الإيمان، للسعدي، ص٦٨. (٤) انظر: تفسير القرآن العظيم، لابن كثير، ٢/ ٥٦٦. (٥) المرجع السابق، ٢/ ٥٦٦. (٦) مسلم، كتاب الزكاة، باب الكفاف والقناعة، ٢/ ٧٣٠، برقم ١٠٥٤.

1 / 15