Lessons of Sheikh Mohammed Al-Duwish

Mohammed Al-Duwish d. Unknown
50

Lessons of Sheikh Mohammed Al-Duwish

دروس الشيخ محمد الدويش

Noocyada

ما يدل على براءة يوسف ﵇ أخيرًا: برأ الله ﷾ يوسف هنا، وهنا عدة أمور تدل على براءة يوسف ﵇: أولها: تبرئة الله ﷾ له، وأعظم بها شاهدة! ﴿كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ﴾ [يوسف:٢٤]. الأمر الثاني: الشاهد، ﴿وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا إِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الْكَاذِبِينَ * وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِنَ الصَّادِقِينَ﴾ [يوسف:٢٦ - ٢٧] فقد برأه الشاهد هنا. الأمر الثالث: العزيز نفسه، فإنه لما حصلت القضية قال: ﴿يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا وَاسْتَغْفِرِي لِذَنْبِكِ إِنَّكِ كُنتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ﴾ [يوسف:٢٩] فهذا دليل على أن العزيز يعترف فعلًا ويرى أن يوسف بريء من هذه التهمة. كذلك المرأة نفسها قالت: ﴿وَلَقَدْ رَاوَدتُّهُ عَنْ نَفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ وَلَئِنْ لَمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونًا مِنَ الصَّاغِرِينَ﴾ [يوسف:٣٢] وفي الآية الأخرى: ﴿قَالَتِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ الآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَا رَاوَدتُّهُ عَنْ نَفْسِهِ﴾ [يوسف:٥١]. كذلك النسوة: ﴿فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللَّاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ﴾ [يوسف:٥٠] فماذا قال النسوة؟ ﴿قُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِنْ سُوءٍ﴾ [يوسف:٥١]. كذلك هو نفسه ﵇ تبرأ من هذه التهمة: ﴿قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي﴾ [يوسف:٢٣]. وأخيرًا قالوا: إن الشيطان أيضًا قد شهد ليوسف بالبراءة: ﴿قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ﴾ [ص:٨٢ - ٨٣] والله ﷾: ﴿كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ﴾ [يوسف:٢٤]، فقد حكم الله ليوسف بأنه من المخلصين، والشيطان قد أخبر بأنه ليس له سلطان على هؤلاء المخلصين.

2 / 6