Lessons of Sheikh Mohammed Al-Duwish

Mohammed Al-Duwish d. Unknown
40

Lessons of Sheikh Mohammed Al-Duwish

دروس الشيخ محمد الدويش

Noocyada

مشكلة الخجل في الدعوة السؤال أنا شاب ملتزم، وأحب الدعوة إلى الله، ولكني أعاني من مشكلة الخجل، وكثيرًا ما تمنعني عن الدعوة إلى الله، فما نصيحتكم لي؟ الجواب يجب أن تعلم أولًا: أنه ليس هناك مشكلة إلا ولها حل. ثانيًا: أنك هو الرجل الوحيد القادر على حل هذه المشكلة، ومشكلة الخجل تحتاج إلى أن توجد عند نفسك شجاعة وجرأة، وتعتاد وتتجرأ تدريجيًا؛ حتى تستطيع أن تواجه. والآن مشاهد تمر علينا كثيرًا، فأحيانًا نوعية من الطلاب السيئين تجده يتصرف تصرفات غير لائقة، فيعصي الله أمام الناس ويستعرض بها ولا يستحي أبدًا، وأحيانًا أشياء في غاية الوقاحة. فلماذا -يا أخي- هذا ما يستحي، وأنت تستحي وأنت صاحب الخير؟! فالأولى أن يستحي صاحب المعصية، وأن يكون صاحب الخير هو الرجل الجريء، وأنا لا أريدك أن تلقي كلمات في الفصل، أو تقوم في درس الإنشاء وتلقي كلمة، وإن كان عندك استعداد لهذا فهذا طيب جدًا. لكن -يا أخي- أتعجز أن تمسك أحد زملائك وتقول له كلمتين، حتى بلغتك الدارجة، لا يحتاج إلى أنك تتكلف له اللغة الفصحى، فتقول له: يا أخي! عيب عليك، وأنت إنسان لابد أن تفكر في حياتك، ووضعك هذا لا يرضاه الله ولا رسوله، أما فكرت يومًا من الأيام أن تغير وضعك؟! هذا الكلام أتصور أن أشد الناس خجلًا وحياءً يستطيع أن يقول هذا الكلام. وإذا قد بلغ بك الحد إلى أنك لا تستطيع أن تتكلم نهائيًا فيمكن أن تأخذ شريطًا وتعطيه له، أو تكتب له رسالة خاصة وتعطيها إياه، لكن أظن أنه لن يبلغ بنا الحد من الخجل والحياء إلى أن الإنسان لا يجرأ أن يكلم الآخرين أبدًا، والحياء مطلوب، والحياء خير كله، والحياء لا يأتي إلا بخير، والحياء من الإيمان؛ لكن أن يكون عائقًا عن أداء الواجب الشرعي فلا. فالرسول ﷺ كان أشد حياءً من العذراء في خدرها، وخير الناس حياءً ﷺ، ومع ذلك ما كان يعوقه الحياء أبدًا عن أداء هذا الواجب، فلابد أن نتخلص من هذا بالتمرين، فيتعود الإنسان مرة ومرتين وثلاث مرات؛ حتى يعتاد بعد ذلك. فمثلًا: الطفل عندما يريد أن يمشي يجد صعوبة، فيقوم ويسقط، ويقوم ويسقط؛ حتى يعتاد، وأنت عندما تريد أن تقود السيارة تجد أنك تتعب كثيرًا، وقد يحصل لك بعض الحوادث وبعض الإصابات، لكن تتحمل، وبعد فترة تقود السيارة، فمثلًا: لو أعطيتك السيارة فقلت: أنا لا أعرف أن أقود السيارة ولا أستطيع، أعطوني حلًا، فإنه لا يوجد حل إلا أن تتعلم، وتقع في الخطأ، وتتحمل بعض النتائج، حتى الرياضة التي يمارسها الإنسان كالسباحة، فعندما تريد أن تتعلم السباحة لابد من أن تحاول. كذلك إذا أردت أن تزيل هذا الخجل لا يوجد وصفة طبية، أنت الذي تستطيع أن تعالج نفسك، وأن تحل لنفسك، وعندما تمارس القضية تدريجيًا تجد أن هذا الخجل قد زال، وأحيانًا تشعر بأنك تحتاج إلى قدر من الحياء يضبطك أكثر.

1 / 40