132

Lessons of Sheikh Mohammed Al-Duwish

دروس الشيخ محمد الدويش

Noocyada

حكم الاهتمام بالكماليات اهتمامًا زائدًا السؤال تجد بعض الشباب الملتزم يهتم ببعض الكماليات البسيطة مثل: شكل ولون الثوب، وكذلك الأحذية، والسيارة، والشماغ، وإطار النظارة، ويقول معارضًا لمن ينصحه: يقول الله تعالى: ﴿قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ﴾ [الأعراف:٣٢]، وقول الرسول صلى اله عليه وسلم: (إن الله جميل يحب الجمال)، فكيف يرد على ذلك؟ الجواب يقال له: من الجمال مثلًا: أن الشاب يرتدي قلادة ذهب، وساعة ذهب، ومن الجمال أيضًا أنه يتابع أحدث القصات، فيقص شعره بصورة مناسبة ولائقة، ومن الجمال أن يلبس ثوب حرير، فهذا كله جمال. فالجمال الذي يحبه الله ليس كل جمال، وإنما هو محصور في قضية معينة، ثم لماذا نأخذ جانبًا من النصوص ونترك الجانب الآخر؟ فمن الذي قال: (إن الله جميل يحب الجمال)؟ هو الرسول ﷺ، وهو أحرص الناس على ما يحبه الله ﷾، فننظر إلى هديه ﷺ في اللباس وفي الزينة، فنقتدي به ﷺ. فأقول: إن القضية تحتاج إلى التوسط، فكون الإنسان يكون رث المظهر وقذرًا، ومظهره غير لائق هذا ما يجوز، وكونه أيضًا تصير المظاهر هي أهم شيء عنده أيضًا هذه قضية غير لائقة، فالتوسط مطلوب. والنبي ﷺ الذي قال: (إن الله جميل يحب الجمال) قال: (البذاذة من الإيمان). والله ﷾ قال: ﴿وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا﴾ [الأعراف:٣١]، وهذا من الإسراف أن يضيع الإنسان مبالغ باهظة في مظاهر أو في قضايا ثانوية. فالاهتمام بالمظهر مُظهر لقضية داخلية أصلًا، فالإنسان الجاد ما يجد وقتًا أصلًا للتفكير في هذه القضايا، ولذلك تجد أن الشاب يعتني بمظهره اعتناء بالغًا، ويهتم به، لكن عندما يستقيم ويهديه الله ﷿ تجده خفف عنايته بالمظهر تلقائيًا من دون قصد، لماذا؟ لأنه صار له اهتمامات جادة، فهو في السابق كان شخصًا فارغًا وتافهًا، ولهذا يعطي المظهر اهتمامًا بالغًا جدًا. فالمطلوب هو التوسط في هذه الأمور.

4 / 28