حرمان الرزق وضعف العقل والبدن
من عقوبات الذنوب والمعاصي كذلك عباد الله: حرمان الرزق؛ فإن النبي ﷺ قال: (إن العبد ليحرم الزرق بالذنب يصيبه)، وإن تقوى الله ﷿ مجلبة للرزق، كما قال ﷿: ﴿وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ﴾ [الطلاق:٢ - ٣]، وتضييع التقوى ومعصية الله ﷿ سبب لحرمان الرزق.
ومن عقوبات الذنوب والمعاصي كذلك عباد الله: ضعف العقل، كما قال بعض السلف: ما عصى أحد ربه حتى يغيب عقله.
وأدل دليل على ضعف العقل بالمعاصي أن صاحب المعاصي يجد اللذة لحظات، ويشقى بذلك في القبر ويوم يقوم الناس لرب العالمين.
فكل ذلك يدل على ضعف العقل عباد الله، ولو حضره عقله لما رضي بهذه المساومة وبهذه المقابلة، ولما آثر لذة لحظة من اللحظات على نعيم الدنيا ونعيم القبر ونعيم الآخرة، فالمعاصي تؤثر في ضعف العقل.
ومن آثار الذنوب والمعاصي: ضعف البدن، معلوم أن قوة المؤمن في بدنه، وكلما كان بدنه أقوى كان جسده أقوى، وهؤلاء العلماء الذين يشهد لهم بالتقوى كالإمام ابن المبارك وشيخ الإسلام ابن تيمية وغيرهما كم كان بذلهم وكم كانت قوتهم في الجهاد وفي البر، فقوة المؤمن في قلبه، فكلما قوى قلبه قوى بدنه، كما أن قلب المنافق ضعيف، فكذلك بدنه ضعيف، فهو لا يستطيع أن يواجه عدوًا، بل هو من أسرع الناس فرارًا.
28 / 4