190

Lessons of Sheikh Ahmad Fareed

دروس الشيخ أحمد فريد

Noocyada

أحوال السلف مع الصبر قال عمر بن الخطاب ﵁: نعم العدلان ونعمت العلاوة. إشارة إلى قول الله ﷿: ﴿وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ﴾ [البقرة:١٥٥ - ١٥٧]، فالعدلان ما يوضع على جانبي سنام البعير: الصلوات والرحمة ﴿وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ﴾ [البقرة:١٥٧]. لما أرادوا قطع رجل عروة بن الزبير قالوا له: لو سقيناك شيئًا كي لا تشعر قال: إنما ابتلاني ليرى صبري، أفأعارض أمره، ثم وضعوا المنشار في ساقه فوقعت ساقه دون أن يأخذ شيئًا يذهب عقله حتى لا يعرف ربه في هذا الوقت، وحتى لا يشعر بألم هذه الجراحة، فانظروا إلى صبر السلف ﵃. قال سفيان ﵀: لما أخذوا برأس الأمر جعلناهم رءوسًا؛ إشارة إلى قول الله ﷿: ﴿وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ﴾ [السجدة:٢٤]. فلابد أن يبتلي الله ﷿ العبد، قال تعالى: ﴿أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ﴾ [العنكبوت:٢ - ٣]. فالله ﷿ يبتلي العباد ويمتحنهم، فإذا أيقنوا أيقنوا بعالمية الله ﷿ وبرحمة الله ﷿، وإذا صبروا على عذاب الله ﷿ يجعلهم الله ﷿ أئمة يهدون بأمر الله ﷿.

23 / 6