193

Lessons of Sheikh Abdul Karim Al-Khudair

دروس الشيخ عبد الكريم الخضير

Noocyada

في بقية السورة يقول الله -جل وعلا- بسم الله الرحمن الرحيم: ﴿إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ * فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ﴾ هذا الكوثر نعمة، بالنسبة له ﵊، ولأمته ممن اقتدى به ﵊، ولم يحد عن سنته ﷺ، نعمة للنبي ﵊، ولأمته من بعده ﴿فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ﴾ أمر بالصلاة، والصلاة شكر، ولذا لما قيل له ﵊، وقد قام حتى تفطّرت قدماه، عوتب ﵊ ليخفف عن نفسه؛ لأن الله -جل وعلا- قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، لما نوقش عن هذا الأمر قال ﵊: «أفلا أكون عبدًا شكورًا؟!» فدل على أن الصلاة شكر للمنعم على ما أعطاه وأسداه من هذه النعم الجليلة التي منها الحوض ﴿فَصَلِّ لِرَبِّكَ﴾ هذا أمر، من أهل العلم من يقول: أن المراد بالصلاة هذه، صلاة العيد، بدليل قوله: ﴿وَانْحَرْ﴾ فصل لربك: صلاة العيد، وانحر: نسكك أو أضحيتك، فهذا أمر بالصلاة التي هي صلاة العيد، ونحر الهدي والأضاحي، وصلاة العيد لهذا الأمر أوجبها من أوجبها من أهل العلم كالحنفية، وهو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى- لأنه ثبت الأمر بها في قوله: ﴿فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ﴾. وأيضًا النبي ﵊ داوم على صلاة العيد، ولم يذكر عنه أنه تركها وداوم عليها خلفاؤه من بعده -رضوان الله عليهم-، وأمر النساء بالخروج إليها في حديث أم عطية: أمرنا أن نخرج العواتق والحيّض، وذوات الخدور إلى صلاة العيد، فمثل هذه النصوص ترقى وتقوى على وجوب صلاة العيد، وهذا ما يختاره شيخ الإسلام ابن تيمية.

7 / 31