169

Lessons by Sheikh Safar al-Hawali

دروس للشيخ سفر الحوالي

Noocyada

حكم تخصيص ليلة إسبوعية لدراسة السيرة السؤال هل هناك فرق بين تخصيص ليلة أسبوعية لقراءة ودراسة سيرة النبي ﷺ وبين عمل مولد كل أسبوع أو شهر، دون تقيد بزمان يعتقد فيه فضل معين له؟ الجواب عمل مولد، سواء جعلناه مرة في السنة أو مرة في الشهر أو مرة كل يوم، فهذه الكلمة في ذاتها تشعركم وتدلكم على أن الأمر بدعة، لأنه لم يأت هذا عن النبي ﷺ ولا عن الصحابة، لكن لو أردنا -مثلًا- درسًا في الحديث أو درسًا في السيرة، فهل الدروس وطلب العلم بدعة، أو تحديدها بيوم معين بدعة؟ هذا ليس فيه شيء، بل كان عبد الله بن مسعود ﵁ كما في صحيح البخاري يحدث كل خميس، وكان يقول: [[أكره أن أملكم فإن النبي ﷺ كان يتخولنا بالموعظة]] فهذا لا يدخل في البدع، فإذا أردنا أن نعلم الناس في المسجد ونقرأ عليهم سيرة النبي ﷺ ونعرفهم بسننه وآدابه وشمائله الكريمة، فلا بأس سواء أكان يومًا أم يومين أو في أي وقت، بل كل ما استطعنا إلى ذلك، بل نقول: إن مما يجب على الأمة الإسلامية أن تجعل سيرة النبي ﷺ مادة إجبارية في جميع مراحل التعليم ولا نقيد ذلك ونقول: حسب الإمكانيات! ويجب على كل المسلمين أن يتعلموا ما استطاعوا من سيرة النبي ﷺ وسنته وآدابه. وبهذه المناسبة يوجد أناس يقولون: لا بد أن نعلم أولادنا محبة الرسول ﷺ، واقترحوا يومًا في السنة في المدارس الابتدائية لذكرى النبي ﷺ، ولتعلم سيرة النبي ﷺ، وظنوا أنهم جاءوا بجديد وأنهم عظموا النبي ﷺ -نعوذ بالله من الانتكاس- إذا انتكس عقل الإنسان وانتكس إيمانه، فأصبحت محبة النبي ﷺ عنده وغاية طلبه أن يجعل يومًا في السنة لذلك، مع ما في ذلك من مضاهاة لأهل البدع في المولد، والنبي ﷺ، يقول: ﴿البخيل من ذكرت عنده ولم يصل علي﴾ فبالله عليكم! أي بخل تصفون به من يقول نخصص للنبي ﷺ يومًا من السنة في المدارس؟ فهذا هو أبخل البخل، نحن نقول لو طالبت أو طالب أي إنسان أن تكون مادة السيرة يوميًا لقلنا هذا موضوع قابل للدراسة، ونرجو من المدارس أن تحققه، ثم يجب أن نذكر النبي ﷺ في صلاتنا ونصلي عليه، ونذكره إذا سمعنا الأذان، ونذكره ﷺ إذا دخلنا المسجد، نذكره في أوقات كثيرة غير ما ورد من ذكره ﷺ المطلق، بل يكون ذكره ﷺ بالامتثال بسنته -فمثلًا- إذا رأيت شابًا مؤمنًا يتمثل في مظهره سنة النبي ﷺ فإنك تذكر في ذلك النبي ﷺ، وإذا رأيت القرآن تذكرت النبي ﷺ، لأنه هو الذي جاءنا بهذا القرآن، فمتى يغفل المؤمن عن ذكرى النبي ﷺ، حتى نقول: يكون له يوم في السنة. فيجب علينا أن تكون محبته ﷺ تملك شغاف قلوبنا، وكل أمر من أمورنا نزنها بميزانه، ونطبقه على سنته ﷺ، فيكون تذكرنا له في الحقيقة في كل وقت، وفي كل عمل، فإذا نظرت في الشارع إلى امرأة فأتذكر أنه ﷺ أمرني أن أغض بصري فأغضه، وإذا سمعت صوتها فأتذكر أن النبي ﷺ نهى عن أن أسمع صوت النساء، وهكذا في كل أمر من الأمور أجد أنني ملزم باتباع النبي ﷺ ومقتديًا به فيه. وحسبنا الله ونعم الوكيل وإنا لله وإنا إليه راجعون، وأسأل الله أن يكتب لنا الأجر، ولعل الله ﷾ أن يتيح لنا فرصة أخرى فنجيب على بعض الأسئلة أو نتحدث عن هذا الموضوع، فإننا لم نوف محبة النبي ﷺ حقها، مهما قلنا ومهما تحدثنا، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

6 / 15