العلم رفعة وتشريف لصاحبه
قال أبو الأسود الدؤلي:
العلم زَين وتشريف لصاحبه فاطلب هُدِيتَ فنون العلم والأدبا
العلم كنز وذخر لا نفاد له نعم القرين إذا ما صاحبًا صحبا
قد يجمع المرء مالًا ثم يُحْرَمُه عما قليل فيلقى الذل والنصب
وجامع العلم مغبوط به أبدًا ولا يُحاذر منه الفوت والسَّلَبا
يا جامع العلم نعم الذخر تجمعه لا تعدلن به درًا ولا ذهبا
والله لو يعدلون به الذهب، ولو تُعطى ما تُعطى فإياك أن تفوت العلم، خصوصًا في هذا العمر، وفي هذا الزمان، وفي هذا الوقت الذي لا يشغلك فيه شاغل، ولا يصرفك صارف لا أبناء، ولا بيت، حتى الذي عنده الأبناء والبيت معاشه يأتيه آخر الشهر وهو لا يتعب، بل إن بعض الناس يشتكي من الفراغ في دوامه، يقول: أذهب إلى الدوام وأجلس.
سبحان الله! إنها نِعْمَة والله (نعمتان مغبون فيهما كثيرٌ من الناس: الصحة والفراغ) نِعْمَة ما يشعر بها كثير من الناس، وليس شرطًا في طلب العلم وفي فضله أن تصبح عالمًا، يكفيك أن تتعلم مسألة فتعلمها غيرك، قال ﵊: (من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه) انظر إلى هذا الفضل العظيم، تتعلم المسألة ثم تعلمها أحد الناس، سنة تعلمتها ثم ذهبت وعلمتها بعض الناس، يكون لك مثل أجور من علمتهم، ثم ذلك يعلمها غيره، ثم يعلمها رجلٌُ ثالث، ثم رابع، ثم خامس، ثم سادس، ثم عاشر، ثم بعد هذا ينتشر العلم بين الناس، وأنت لم تشعر بهذا الأجر قلتَ كلمة في مجلس أوفي مسجد، أو ذهبتَ ونصحتَ إنسانًا، وبعد هذا انتشر العلم بين الناس، ويأتيك الأجر ولو كنت في قبرك.
ويقول النبي ﷺ: (من يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين).
13 / 9